النازحون السوريون من شواطىء لبنان وقبرص وتركيا… الى اين؟

يلفّ اللبنانيون ويدورون في دوّامة النزوح السوري، بين من يؤكد أن الخارج السوري هو سبب المشكلة، ومن يقول إن الخارج الأوروبي والأميركي هو سببها، فيما تتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية اللبنانية وتزداد سوءاً يوماً بعد يوم، بسبب تلك المشكلة.

أعداد بالآلاف…

وبما أن الغرب هو مشكلة، والشرق القريب (سوريا) أيضاً، ماذا عن إمكانية فتح بعض خطوط التنسيق اللبناني مع الصينيين والروس مثلاً، لنقل الملف من “حالة” الى أخرى؟

فالروس يعملون على زيادة عدد السكان لديهم بطُرُق وتحفيزات متعدّدة. وهم منحوا الجنسية الروسية على خلفية حربهم على أوكرانيا لمقاتلين من جنسيات مختلفة. فماذا عن مجالات التنسيق اللبناني معهم لنقل بعض النازحين السوريين (مع عائلاتهم، وعَدَم تفريق أفراد العائلة عن بعضهم البعض) الى هناك، بما يساهم في تأمين بعض المهام أو ربما الوظائف لهم، سواء في الجيش الروسي أو بشكل عام، خصوصاً أنه يمكن لذلك أن يتمّ بالتنسيق مع الحكومة السورية أيضاً، “صديقة” موسكو؟

وماذا عن مجالات التنسيق اللبناني مع الصين أيضاً، لنقل بعض النازحين السوريين (مع عائلاتهم) من لبنان إليها، حيث يمكن توفير فرص عمل لهم هناك، نظراً لسرعة نمو وتطوّر الاقتصاد الصيني، والحاجة المستمرة الى اليد العاملة؟

هنا نتحدّث عن أعداد بالآلاف، يمكن لروسيا والصين أن تستفيدا من استقبالهم، بما يخفّف الأعباء عن لبنان، ويحدّ من عمليات اللّجوء البحرية المميتة الى أوروبا، انطلاقاً من الشواطىء المتوسطية واللبنانية.

قرار غربي؟

أكد مصدر مُطَّلع أن “الصينيين والروس لا يأخذون السوريين إليهم، ولا يُبعدونهم عن بلدهم وأهلهم. هذا فضلاً عن أن الصين ليست بحاجة الى بشر، إذ لديها ما يكفيها من السكان. وبالتالي، يُمكن حلّ الأزمة بقرار من الأوروبيين والأميركيين، يقوم على التوقُّف عن منح السوريين مساعدات في لبنان، بل داخل الأراضي السورية”.

وأشار في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “الغربيين يريدون تركهم في لبنان. وأما الروس، فلا يمكنهم أن يفعلوا شيئاً ضمن هذا الإطار إذ لا إمكانات اقتصادية لديهم لتقديم مساعدات للسوريين داخل سوريا. وهنا، لا بدّ من تحسُّن الوضع الاقتصادي داخل سوريا أيضاً، ليتكامل الحلّ مع التوقُّف الغربي عن منحهم المساعدات داخل لبنان”.

الحلّ؟…

ورأى المصدر أن “استمرار الوضع على ما هو عليه الآن ليس مسألة حتمية. ولكن الحلّ في لبنان سيجهز عندما يتوفّر على صعيد سوريا أيضاً، بمعنى أنه عندما يقرّر الأوروبيون والأميركيون إعادة النازحين السوريين الى بلدهم، ومساعدتهم فيه، وعندما تكتمل حلقة الدولة في لبنان على مستوى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، سيتغيّر منطق التصرّف العام بهذا الملف”.

وختم:”الهدف الأساسي للنازحين من التوجُّه الى أوروبا، هو البحث عن “باسبورات” جديدة وضمانات، وليس عن عمل فقط. وبالتالي، لا أحد منهم يريد الذهاب الى الصين، أي الى حيث لن يُمنحوا الضمانات التي يجدونها في أوروبا. كما أن الصين أبْعَد من القارة الأوروبية جغرافيّاً، ولا يمكن دخولها بواسطة التهريب كما هو حال دخول الأراضي الأوروبية، التي يمكن الذهاب إليها بحراً بسهولة، انطلاقاً من الشواطىء اللبنانية والمتوسّطية وصولاً الى قبرص أو تركيا قبل الانتقال الى أوروبا”.

اخبار اليوم

مقالات ذات صلة