خاص شدة قلم: “الطالع مفقود والراجع مولود”: آن أوان رحيل النازحين!!

يطل علينا وزير الداخلية بين الحين والآخر ويطمئننا إلى أنّ أمن البلد ممسوك.. وحياة المواطنين في أمان ولا داعي لأي هلع أو خوف.. لكن الواقع على الأرض غير ذلك مليون بالمية.. فلا أمن ولا أمان ليلاً ونهاراً أيضاً.. حتى أصبح الواحد منّا إذا خرج من منزله ينطبق عليه المثل القائل “الطالع مفقود والراجع مولود”..

قبل أيام وبعد ساعات من غروب الشمس دوى صوت انفجار قوي داخل نفق منطقة “قصقص” البيروتية تبيّن أنّ محاولة “سطو مسلّح واعتداء على مواطن لأخذ ماله”.. والجاني “سوري الجنسية”..

وأمس الأول مالك محل “كتير حلو” (الصغير جداً) للحلويات الأجنبية في منطقة رأس النبع.. تعرّض لعملية سطو ولكن هذه المرة تحت غطاء الاستقصاء وأمن الدولة.. حيث أوقفوا صاحب المحل “سامر” خلال عودته إلى منزله “وأخذوا أوراقه الشخصية وغلّة المحل” وفرّوا إلى جهة مجهولة..

وقبلها بأسابيع قليلة استشهد عنصر في بلدية بيروت على يدي جاني سوري.. وقبلها وخلالها وبعدها محاولات “التشليح والسطو المسلّح والسلب”.. حتى كاتب هذه السطور تعرّض للسلب (دون تأكيد جنسية الجاني).. بما يعنيه ذلك ضرورة أن تكون عين الدولة حاضرة.. لكنها للأسف “نائمة في العسل” وما البيانات التي تتحفنا بها وزارة الداخلية كل أسبوع.. عن ضبط ومسك الأمن إلا أضغاث أحلام وسراب وأوهام والواقع يختلف كلياً..

هذا العام لم أخرج من منزلي ليلاً لأداء صلاة التراويح.. رغم أنّني أقيم في منطقة شعبية.. حتى الشوارع المزدحمة ليلاً أصبحت خطرة.. لأنّ واحدنا في “زمن القلّة” أصبح يشك بجاره أن يعتدي عليه من أجل الحصول على المال..

ولن ننسى أبداً أن اللصوص وقطّاع الطرق ليسوا أبداً جياعاً.. بل بمعظمهم من المدمنين و”الزعران”.. الذين يستسهلون الحصول على المال من أجل “شمّة” أو بضعة حبوب هلوسة.. فيما الفقير الحقيقي يعضّ على جرحه.. وكرامته تمنعه من الاعتداء على الآخرين..

ولعل “النازح” العاطل عن العمل رغم حصوله على مساعدات من “الأمم” استسهل الاعتداء على الآخرين طالما أنّه دخل البلد خلسة ولا أوراق تُدينه.. وإنْ كان دخوله رسمياً أقصى ما يمكن أن يحصل هو “ترحيله” ثم يعود عبر المعابر غير الشرعية.. لذلك و”بالعربي المشبرح” وسواء اعتُبر كلامي عنصرياً أو طائفياً أو بأي لغة كانت على النازحين الخروج من البلد في أسرع وقت ممكن.. لأنّنا ما عدنا نحتمل..

أما السوري المحترم الذي اعتدنا على صداقته وأخوّته ومصاهرته.. والداخل إلى البلد رسمياً بأوراق حقيقية ومعابر شرعية فأهلاً ومليون مرحباً به.. يحل أخاً وضيفاً مُعزّزاً مكرّماً لأنّه لا يأتي إلينا ليقتل أو يجني.. ولأنّ السوري الحقيقي جلدته الأيام ولم يغادر أرضه إلا لقساوة الأيام.. بينما نسبة كبرة تمسكت بالأرض لأنها أغلى من العرض.. و”الله ينتقم من اللي كان السبب”!!

الجيش اللبناني من ورائنا وقوات النظام من أمامنا.. مصير مجهول ينتظر السوريين المرحلين من لبنان
مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة