“لائحة إبستاين” رؤساء وفنّانون متورّطون في قضايا جنسية
نشرت محكمة فيدراليّة أخيراً الوثائق المرتبطة بشبكة الملياردير جيفري إبستاين المتورّط بجرائم جنسيّة لا سيّما مع قاصرات، وكُشف عن نحو 180 اسماً لعلّ أبرزهم الرئيسين بيل كلينتون والجمهوري دونالد ترامب والأمير أندرو، بالاضافة إلى نساء يُعتقد أنهن من ضحاياه، وأخريات يُشتبه في أنهن تواطأن معه.
كان الكشف عن هذه اللائحة منتظراً منذ أن أمرت به القاضية في المحكمة الفدراليّة في مانهاتن لوريتا بريسكا في 18 كانون الأول 2023، وكان لها أثر قنبلة موقوتة في العاصمة المالية الأميركية حين نشرها القضاء. ويأتي هذا التحرك القضائي في إطار دعوى تشهير مرفوعة من الأميركية فرجينيا جوفري على الملياردير جيفري إبستاين وشريكته السابقة غيلاين ماكسويل عام 2016، إذ تمّ إلحاق 50 صفحة بالملف العلني، وأمرت القاضية بالكشف عن الهويات الكاملة للمتورّطين خلال 14 يوماً من تاريخ إصدار الوثيقة القضائيّة.
وفيما تمّت تسوية القضيّة في الـ2017، رفعت صحيفة «ميامي هيرالد» لاحقاً دعوى مدنية للاطلاع على الملف وإجراء تحقيق استقصائي عن شبكة إبستاين. وعلّلَ القضاء الأميركي الكشف عن الأسماء، ومن بينها شخصيات سبق لوسائل الإعلام الأميركية أن تناولتها، بأن من السهل معرفة هوية بعض الأشخاص من خلال المقابلات التي نشرت في الأعوام الأخيرة.
شبكة إبستاين
في الملفّ القضائي الذي تجاوز الـ2000 صفحة حتّى الآن، ظهر أكثر من 180 اسماً بارزاً في السياسة والفنّ وعالم الأعمال من بينهم الرئيسان الأميركيان السابقان، الديموقراطي بيل كلينتون (1993-2001) والجمهوري دونالد ترامب (2017-2021)، لكن من دون إثبات أي سلوك غير قانوني من جانبهما. ففي حالة ترامب، اقتصر ذكر الملياردير النيويوركي على انه كان على معرفة بإبستاين. أمّا في حالة كلينتون، فذكرت الوثائق أنّه كان أكثر قرباً من المتّهم وكان حتّى يسافر معه في بداية الألفيّة الحاليّة وفي طائراته الخاصّة أحياناً، وورد اسم الرئيس الأسبق عشرات المرات لكن من دون أي إشارة واضحة إلى وقائع غير قانونية. وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بجملة ردّدها إبستاين لإحدى ضحاياه تفيد بأنّ «كلينتون كان يحبّهم صغيرات في السنّ».
توازياً، تتهم فيرجينيا جوفري أيضاً الأمير أندرو، وهو شقيق الملك شارلز (ملك بريطانيا الحالي)، بالاعتداء جنسياً عليها ثلاث مرات سنة 2001 حين كانت في سن السابعة عشرة في لندن ونيويورك وجزر فيرجن البريطانية، كما أكدت أنها التقته عن طريق إبستاين. غير أن الأمير البالغ من العمر 62 عاماً، والذي بات منبوذاً من العائلة الملكيّة البريطانية بعد هذه الفضيحة، لطالما نفى الاتهامات الموجهة له. وانتهى الأمر بأنّه توصّل إلى اتفاق بالتراضي مع جوفري في 15 شباط 2022، قضى بأن يدفع لها 13 مليون دولار، ما جنّبه محاكمة أمام القضاء المدني في نيويورك كانت لتشكّل إحراجاً كبيراً للعائلة الملكية.
إضافة إلى الأسماء التي تمّ ذكرها والتي كانت فعلاً على ارتباط بإبستاين، وردت في الوثائق أسماء كلّ من مغنّي البوب الشهير مايكل جاكسون، الممثّل ليوناردو دي كابريو، الملياردير بيل غايتس، عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكنز، العارضة ناوومي كامبيل، الممثل بروس ويليس، العالمة إيفا أندرسون، رجل الأعمال غلين دوبين، العارض جان- لوك برونيل، الممثلة كاميرون دياز، نائب الرئيس السابق في الولايات المتحدة آل غور، وغيرهم الكثير. وفيما أُدرجت هذه الأسماء بما عرف بـ»قائمة إبستاين» (Epstein’s List)، يقول الخبراء القانونيّون إنّ ورود اسم ما في هذه القائمة لا يثبت تورّط الشخصيّة بأعمال الاغتصاب والاستغلال الجنسي للقصّار، إنّما قد يكون الاسم ورد على لسان أحد الشهود خلال الإدلاء بشهاداتهم أو في أسئلة المحققين.
من هما جيفري ابستاين وغيلاين ماكسويل؟
كان ابستاين رجل أعمال في القطاع المالي وصاحب نفوذ واسع تمتد شبكة علاقاته الاقتصادية والسياسية في الولايات المتحدة وخارجها. اتُهم بالاعتداء جنسياً على قاصرات واغتصابهن، وانتحر في سجنه في نيويورك في 10 آب 2019 وهو ينتظر إحدى محاكماته مما أدى إلى سقوط دعوى الحق العام عليه.
وكان النفوذ الواسع الذي حظيت به شبكة ابستاين المتورّطة مصدر نظريات مؤامرة أشارت الى تعرضه للقتل في السجن تحت غطاء انتحار. لكن الطبيبة الشرعية في نيويورك ومكتب التحقيقات الفدرالي FBI خلصا الى انه انتحر وان وفاته لم تكن ناجمة عن عمل اجرامي.
أمّا شريكته السابقة غيلاين ماكسويل البالغة من العمر 61 عاماً، والتي تحمل الجنسيات البريطانية والفرنسية والأميركية، فكانت تُعدّ من الوجوه البارزة في مجتمع المشاهير، وكان الحبيبان مرتبطين في مطلع تسعينات القرن العشرين قبل أن ينشأ بينهما تعاون مهني وتواطؤ في جرائمهما الجنسية طوال 30 عاماً تقريباً.
حُكِم عليها في حزيران 2022 بالسجن لمدّة 20 عاماً بتهمة الاتجار الجنسي بقاصرات لحساب إبستاين.