خاص شدة قلم: سيناريوهات عديدة لما بعد “تمديد هدنة غزة”.. هذا أبرزها!
أما وقد تم التوافق على تمديد هدنة العدوان الصهيوني على غزة.. فإنّ أسئلة كثيرة تُطرح أبرزها: هل انتهت الحملة الإسرائيلية المسعورة على قطاع غزة؟.. أم إنّ حكومة اليمين المتطرفة تحتاج إلى وقت أطول لتُعيد شحذ أنيابها والانقضاض على ما تبقى من القطاع؟!
وإنْ كان هذا السؤال أو ذاك.. فالجواب يطرح سؤالاً آخر عن المصير: ماذا بعد؟!.. وهل سيستأنف نبيامين نتنياهو وكلابه المسعورين العدوان على غزة حتى تحويلها إلى أرض جرداء كسطح القمر؟!.. أم إنّه سيتّجه صوب المفاوضات غير المباشرة لإخراج قياديي حركة “حماس” منها؟!
بالمختصر تحليلات واستنتاجات كثيرة.. لكن أحداً لا يدري لأنه لا يمكن الوثوق بالصهيوني ناكث العهود.. لأن التاريخ له شواهد كثيرة.. وكل الخوف من أن يعود جيش الاحتلال إلى الاقتحام البري لغزة بعدما تنتهي عملية تسليم الأسرى.. ولكن هذه المرة تحت شعار “الأرض المحروقة” طالما أنّه اطمأن إلى أن مستوطنيه جميعهم غادروا القطاع!!
فالهدنة، التي تم التوصّل اليها وجرى تمديدها.. ليست إلا محاولة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، ودورها الأساسي تأخير عدوان الجيش الإسرائيلي لأيام ليس أكثر.. خاصة بعدما تعهدت حكومة “الكيان المغتصب” بتدمير حركة “حماس” أينما وجدت.. وبطبيعة الحال يفترض أن أبرز قادة المجموعة، يحيى السنوار ومحمد ضيف، موجودان ربما في مكان ما في الجنوب، إلى جانب آلاف المقاتلين، وربما مع عدد كبير من الرهائن الإسرائيليين.
فإذا قررت إسرائيل أن تفعل بالجنوب ما فعلته بالشمال، فهل ستبدأ النوايا الحسنة للغربيين، وخاصة الأمريكيين، تجاه حكومة الكيان بالتلاشي؟!.. أم إنّها “رجعت حليمة لعادتها القديمة” ولا تغيير في مواثيق ما تحت طاولة اللوبي الصهيوني؟!.. لاسيما مع تكدس الجزء الأكبر من سكان قطاع غزة، الذين يقدر عددهم بنحو 2.2 مليون نسمة، في الثلثين الجنوبيين من القطاع، والعديد منهم بلا مأوى ومصابون بصدمات نفسية، فهل تلوح في الأفق كارثة إنسانية أكبر؟
فهل يكون المشهد الأخير.. مخيّمات جديدة واستعادة لصورة 1948.. ورؤية آلاف المدنيين الفلسطينيين يتجمّعون في الخيام، وسط مساحات رملية جرداء.. سرعان ما ستتسبب أمطار الشتاء بحدوث فيضانات فيها، وتزداد الامور سواءً.. ومن لم يمت من القصف يموت برداً أو قهراً..
مصطفى شريف- مدير التحرير