جثث القتلى متكدسة: مستشفى الشفاء خارج الخدمة…صار مدفناً للمصابين والمرضى

تتصاعد العمليات العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط مجمع الشفاء الصحي السبت، مع قصف مستمر وعمليات قنص تطاول أجزاء من المستشفى، آخرها استهداف مبنى القدس، المخصص للعمليات الجراحية.

وتمنع قوات الاحتلال أي تحرك داخل المجمع، أو الانتقال بين المباني التي يتشكل منها، وقد أقدمت على قنص أشخاص حاولوا الخروج منه. وقال المدير العام لوزارة الصحة في غزة إن الاحتلال أطبق على مجمع الشفاء من كل الجهات.

وقال: “ساعات تفصلنا عن الموت والعالم يشاهدنا، ونحن لسنا أرقاما، وجثث القتلى متكدسة وسنحاول دفنهم داخل المستشفى”. وأشار إلى أن “القصف استهدف قسم العناية المركزة”، ما تسبب في “إصابة من هم مصابون أصلاً بهذا القصف”.

وأضاف “ليس لدينا ماء ولا غذاء ولا كهرباء ولا إنترنت وأصبحنا معزولين تماما عن العالم”.
كما أكد مدير مجمع الشفاء محمد أبو سلمية “موت أطفال ومرضى داخل المستشفى”، مضيفاً أن “طفلاً توفي داخل الحضانة وآخر في العناية المركزة”. وأوضح أن “جثث الشهداء متكدّسة وسنحاول دفنهم داخل المستشفى”.

بدوره، أشار المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إلى “توقف العمليات في مجمع مستشفى الشفاء بعد نفاد الوقود تماماً”. وأضاف أنه “نتيجة لذلك توفي طفل رضيع في قسم الحضانة حيث يوجد هناك 45 من المواليد الجدد”.

وأوضح أن المجمع خرج من الخدمة، بسبب “استهداف الجيش الإسرائيلي لكل شيء يتحرك داخل المجمع”. وقال: “نحن محاصرون داخل مجمع الشفاء الطبي في هذه الأثناء، وهناك عدد كبير من المُسيّرات في كل الاتجاهات”.

ومستشفى الشفاء هو المرفق الصحي الرئيسي في مدينة غزة الذي يقدم الرعاية الطارئة والجراحية، ويوجد في داخله مئات المرضى وآلاف المدنيين النازحين.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود السبت، إن الهجمات تكثفت على مستشفى الشفاء بشكل كبير خلال الساعات القليلة الماضية. وأضافت في بيان على منصة “إكس”، “أبلغ طاقمنا في المستشفى عن حالة كارثية في الداخل منذ ساعات قليلة فقط”.

وتابعت: “تحدثنا عبر الهاتف مع الدكتور محمد عبيد، وهو جراح يعمل لدى منظمة أطباء بلا حدود الخيرية في مستشفى الشفاء. سألناه عما يحدث هناك فقال: لا أستطيع ترك المرضى المصابين”.

وقال: “هناك مريض يحتاج إلى عملية جراحية. وهناك مريض نائم بالفعل في قسمنا. لا يمكننا ترك المستشفى وهؤلاء الأشخاص المرضى في الداخل. كطبيب أديت القسم عليّ أن أساعد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة”.

وكررت المنظمة دعواتها بشكل عاجل لوقف الهجمات على المستشفيات وحماية المرافق الطبية والطواقم الطبية والمرضى. ونقلت عن الدكتور المسؤول في المستشفى محمد أبو مغيصب قوله: “منذ صباح اليوم، توقف العديد من الطواقم الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود عن العمل في المستشفيات المدعومة في مدينة غزة بسبب القصف المستمر”.

المدن

مقالات ذات صلة