القاضية عون تبحث عن سلامة: “وينه”… وكم جواز سفر معه؟

اُستأنف التحقيق قضائيًا في ملف حاكم مصرف لبنان السابق، رياض توفيق سلامة، بعد حوالى شهرٍ على توقفه عند نقطة “مخاصمة قضاة الهيئة الاتهامية”، بعد توفر معطيات تُفيد بسفر سلامة إلى الخارج خلال الفترة الماضية، وتحديدًا شهر أيلول الجاري. وهذه المعطيات قد تبدو للوهلة الأولى متوقعة، خصوصًا أن الحاكم السابق المطلوب قضائيًا في لبنان وخارجه، متوارٍ عن الأنظار منذ نحو الشهرين، فيما تحتجز السلطات القضائية جوازي سفره اللبناني والفرنسي.

سفر سلامة؟
وتم التوسع بالتحقيق بناءً على هذه المعطيات، للتأكد من صحتها من جهة، ولتحريك دفّة الملف المتوقفة منذ شهرين، من جهةٍ أخرى، خصوصًا أن القضاء اللبناني لم يتمكن من استجوابه خلال الأشهر الماضية، بعدما تعذّر على الأجهزة الأمنية تبليغه بموعد جلسته التي كانت محددة أمام الهيئة الاتهامية في بيروت، أي قبل أن يخاصم سلامة جميع قضاة الهيئة الاتهامية.

وفي التفاصيل التي حصلت عليها “المدن”، تقدم النائب في البرلمان اللبناني إلياس جرادة ومجموعة من المحامين من جمعية “الشعب يريد إصلاح النظام” بإخبار أمام النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، وتحديدًا أمام القاضية غادة عون، تناول فيه معلومات عن سفر الحاكم للخارج (من دون تحديد الوجهة) عبر مطار رفيق الحريري الدولي، وخطوط طيران الشرق الأوسط.

فرضيات متنوعة
ووفقًا لمعلومات “المدن” هناك ثلاثة سيناريوهات مقرونة بالإخبار المقدم، الأول يطرح فرضية تمكن سلامة من الاستحصال على جوازات سفره (رغم كون هذا السيناريو مستبعداً، لأنها بحوزة القضاء اللبنانيّ وبقبضة النيابة العامة التّمييزية تحديدًا)، أما الثاني هو حيازة سلامة على جواز سفر ثالث (مثل شراء جواز سفر كاريبي أو على شاكلته من باقي جوازات السفر لدولٍ أوروبية عدّة كأوكرانيا حيث تسكن ابنته من صديقته “آنا كازاكوفا”). أما الثالث فهو حصول سلامة على جواز سفر باسم مستعار. وللآن، ليست هناك أية فرضية تطغى على الأخرى. إذ كل السيناريوهات ممكنة للحاكم السابق، الذي تمكن من إرساء استثماراته في أنحاء مختلفة. وبالتالي، لا غرابة من تمكنه من السفر عبر طريقة ملتوية.

التوسع بالتحقيق
وقد علمت “المدن” بأن القاضية غادة عون سطرت مذكرات وأرسلتها إلى كل من جهاز الأمن العام وجهاز أمن المطار والجمارك ومكاتب طيران الشرق الأوسط الرئيسية، للتدقق من صحة هذه المعلومات، والحصول على أي تفاصيل إذا كانت متوافرة. وقد أشارت المصادر إلى أن القاضية عون في صدد استدعاء كل من أشارت إليه في المذكرات، في حال لم يتم الإجابة أو التقدم بأي معطيات حتى نهاية الأسبوع المقبل.

سيتبين في الأيام المقبلة إذا كان مسار التحقيق في قضية النهب العام الذي شارك فيه رياض سلامة وحاكميته سيتغير من حالة الركود التي وقع فيها، كما باقي الملفات الحساسة، علمًا أن مصادر “المدن” أكدت مرارًا بأن الحاكم السابق لم يخرج من لبنان، ويتواجد في أحد عقاراته، ومنها في منطقة الصفرا. ولكن تبقى الجدلية الأساسية حول تمكن سلامة من الخروج من لبنان والعودة إليه، وعن أسباب السفر في حال تأكيده، بانتظار أن يبت القضاء اللبناني بهذا الأمر لتأكيده أو نفيه.

فرح منصور- المدن

مقالات ذات صلة