خاص شدة قلم: مدارس الـ2024: وحوش تنهش اللحم الحي!
تختار مدرسة مستواها العلمي على قدر عالٍ من الأهمية.. وقسطها السنوي مرتفع لكنه ضمن إطار المقبول.. تدفع من لحمك الحي لتوفير ثمن الكتب والقرطاسية والمستلزمات.. وينتهي العام بتفوق إبنائك.. لكن أيضاً يُختتم بكارثة جديدة!!
فجأة ارتفع القسط أضعافاً مضاعفة ليتجاوز الـ2800 دولار أمريكي.. مصحوبة بـ65 مليوناً من الليرة اللبنانية المنهارة.. تواجه إدارة المدرسة والجمعة التابعة لها.. يكون الجواب “بدنا نعيش”..
فتنقل أبناءك إلى مدرسة أخرى على نفس المستوى ولكن بقسط مدرسي بمقدار النصف.. ولكن قبل أن تبدأ المدرسة تبدأ الطلبات وهنا كارثة الكوارث.. كتب طفلة في الـkg3 صف “الروضة الثالثة” يتجاوز سعرها الـ200 دولار إضافة إلى حجز أساسي تم دفعه عند التسجيل كان بمبلغ 50 دولاراً..
طبعاً ما سبق يأتي جنباً إلى جنب مع قسط مدرسي يبلغ 1300 دولار و40 مليون ليرة لبنانية.. ناهيك عن المستلزمات والقرطاسية والزي المدرسي.. التي لا تدخل جميعها ضمن المبلغ المذكور..
ما سبق هو غيض من فيض المدارس الخاصة للعام الدراسي 2023-2024.. وهو برسم وزير التربية والتعليم الذي لا يبرع إلا بالاستنكار والتهديد والوعيد.. أما على أرض الواقع وعلى مسمع أذني.. أكد البعض من الأهالي عجزهم عن الدفع.. وإنْ لم يجدوا خياراً آخر.. فسيكون اللجوء إلى “الدراسة في المنزل” علّه يمر العالم وتتبدل أحوال البلد.. التي حتى تاريخه لم يتبين دخان حلولها من ضباب أزماتها..
وماذا بعد؟!.. الإمارات العربية المتحدة أرسلت إلى خارج حدود العالم رائد الفضاء سلطان النيادي.. ومثلها المملكة العربية السعودية أرسلت الرائدة ريانة برناوي.. قطر تستضيف أول مونديال لكرة القدم في التاريخ ينظم على أرض عربية.. وادي رم في المملكة الأردنية الهاشمية تستقطب الآلاف من السياح العرب والأجانب.. سلطنة عمان تستضيف مئات الآلاف من السياح بطبيعتها الخلابة..
ونحن نوجّه أبناءنا إلى الجهل والتخلّف.. وبعدما كُنّا أوّل من صدّر الحرف إلى العالم ننشئ جيلاً أميّاً لا يفقه من الحياة سوى القتل والإجرام والسلاح والعنف.. لأنّك في لبنان إما أن تكون الضحية أو الجلاد ولا رمادي ما بين بين.. في حين حتى المدارس الرسمية أصبحت تخرّج أرقى أنواع المجرمين وكأنّها إصلاحيات لا تعرف من الإصلاح شيئاً..
وأختم منذ العام 2005 وحتى اليوم.. حين سيطر الممانعون على لبنان إثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. مروراً بـ”عهد جهنم” غير المأسوف عليه.. ووصولاً إلى استعادة نغمات الحرب.. يبقى أنّه إنْ لم تحدث معجزة تغير الحال إلى أحسن حال.. فعلى أجيالنا الطالعة السلام!!
مصطفى شريف- مدير التحرير