المساعي فشلت في تهدئة الوضع في مخيم عين الحلوة
فشلت جهود الاجتماع الطارئ الموسع الذي عقد ظهر اليوم في دار الافتاء في صيدا، بدعوة من مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان في إرساء قرار وقف إطلاق النار الفوري، حيث اشتدت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة وتستخدم فيها الرشاشات والقذائف الصاروخية بعد هدوء متقطع ساد محاور القتال في فترة ما قبل الظهر وحتى الاولى بعد الظهر.
بعد انتهاء الاجتماع، صدر بيان، تلاه المفتي سوسان، جاء فيه:
“بدعوة من مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، عقد اجتماع للمرجعيات السياسية في صيدا والجوار والمتمثلة بالدكتور أسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري والسيدة بهية الحريري والحاج بسام حمود ممثلا الجماعة الإسلامية. وكذلك المرجعيات الروحية المتمثلة بسيادة المطران الياس كفوري وسيادة المطران ايلي حداد وسماحة المفتي الشيخ محمد عسيران وسماحة المفتي الشيخ سليم سوسان، معتذرا عن المطران مارون العمار الذي اضطر أن يكون الى جانب البطريرك الراعي في الديمان .
تداول المجتمعون في الأوضاع الراهنة في ظل هذه الظروف الصعبة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والسياسي في لبنان وما حدث في مخيم عين الحلوة، هذا المخيم الذي ما شعر الصيداويون في يوم من الأيام إلا أنه جزء من مدينة صيدا، ما يصيبهم يصيبنا وما يصيبنا يصيبهم.
ان صيدا التي قدمت شهداء من أجل فلسطين ومن أجل تلال فلسطين وزيتون فلسطين .. صيدا التي ما تخلت يوما عن الشعب الفلسطيني ، يعز عليها في هذه الأيام أن يحصل ما يحصل في مخيم عين الحلوة. وتتساءل صيدا: لمصلحة من؟ ولأي هدف؟ والى أين؟. وهل يستفيد من هذا التقاتل بين الفلسطينيين إلا العدو الإسرائيلي .. هذا التقاتل العبثي الذي يسقط من جرائه قتلى وضحايا وشهداء وتدمر بيوت ويهجر أطفال ونساء ورجال ويبيتون في الشوارع.. هذا الرصاص الطائش وهذه القذائف التي أصابت مدينتنا صيدا.
نحن حريصون على الأمن الفلسطيني في مخيم عين الحلوة وكذلك حريصون على الأمن اللبناني في مدينتنا. لا نقبل أبدا ان يصاب الفلسطيني بسوء كما اننا لا نقبل ابدا ان تصاب صيدا بأي سوء. نحن مع الشعب الفلسطيني في قضيته وفي حقوقه وفي مقدمها حق العودة ولن تتخلى صيدا عن قضية فلسطين . هذه هي تربيتنا وتراثنا واخلاقنا.
من هنا وبعد التداول والتشاور نؤكد ما اكدته كثير من الإجتماعات التي حصلت في مدينتنا والتي كانت حريصة على امن صيدا وعلى امن المخيم وفي مقدمتها كلمة واحدة حاسمة فاصلة : وقف اطلاق النار وفورا. ثم بعد ذلك فليجلس المتخاصمون ويتفقوا. والطبيعي ان يكون هناك اختلاف في وجهات النظر ولكن ليس من الطبيعي أن يترجم هذا الاختلاف بالرصاص وبالقنابل وبالقذائف التي تتساقط على البيوت وتقتل الناس . لمصلحة من ؟ومن أجل ماذا ؟ وكيف يحصل هذا؟”.
المطلوب وقف اطلاق النار الفوري وبكلمة حاسمة. ثم بعد ذلك وقد علمنا أن هناك اجتماعا الآن في بيروت من أجل تكليف لجنة للتحقيق في من ارتكب وقتل هذا القائد اللواء أبو أشرف العرموشي ولماذا قتل ولمصلحة من يقتل !. هذه اللجنة نأمل ونطلب ونتمنى ونترجى أن تباشر عملها منذ اليوم بدون تسويف وبدون تردد للكشف عن الذين ارتكبوا هذه الجريمة وتسليمهم الى القضاء والى الأمن اللبناني وهذا أمر قد اتفق عليه بين الفلسطينيين سابقا .
ثم ما ذنب هؤلاء الناس الذين أصيبت بيوتهم ان يبيتوا في العراء . هؤلاء مواطنين يكفيهم ما يعانوه من صعوبة تأمين الدواء والغذاء ومن هذه الظروف المعيشية الصعبة. من يعوض عليهم ؟.نحن نتمنى التعويض وبالسرعة الممكنة على هؤلاء الذين ظلموا بهدم بيوتهم وبإصابة الأبناء والرجال والنساء بدون ذنب .
ان هذا الاجتماع ومن خلال حرص القوى السياسية والمرجعيات الروحية الصيداوية، وغيره من الاجتماعات هي لنؤكد ونثبت ولنحسم ولنجزم بوقف اطلاق النار الفوري بدون أي تردد وبدون أي تسويف . هذا أمر لا بد منه .
صيدا بالأمس كان فيها وضع شبه عدم تجول. هذه الناس كيف تعيش وكيف تستمر وكيف نحمل قضايانا وكيف نحل هذه الأمور .أنا أنقل ما اتفق عليه بين هذه المرجعيات السياسية والروحية ويبقى هذا الاجتماع مفتوحا ان شاء الله . وسنبقى نطلب ونضغط على كل القوى الفلسطينية وهي لا شك ستستجيب لهذا النداء ولهذا الكلام ونتمنى أن يبقى المخيم آمنا وأن تبقى صيدا آمنة”.
وردا على سؤال عما اذا كانت هناك ضمانات تلقتها فاعليات صيدا بالالتزام بوقف لإطلاق النار، قال المفتي سوسان: “الضمانة، لا شك أن هناك مرجعيات للأخوة الفلسطينيين في السفارة الفلسطينية وفي الداخل الفلسطيني، هذه الضمانة مع الشعور الوطني والاحساس الوطني والانتماء للقضية هذا هو الضمان. لا شك أن الجهات الرسمية وفي هذه الفصائل والتنظيمات مسؤولون يلتزمون. والوضع الطبيعي أن تتفلت بعض الأمور. فسقوط قائد بهذا الحجم وهو يقوم بواجبه الأمني لا شك أنه ستحصل بعض التفلتات التي المفروض خلال الساعات القادمة أن تضبط . وأنا أعتقد أن هذا الصباح افضل من الأمس بالنسبة لكثافة اطلاق النار وهذا يعطينا مبشرا طيبا. وان شاء الله تكون هذه الليلة أفضل من الليلة السابقة .
أختم كلامي بإسم الأخوة المجتمعين وبإسم هذه المرجعيات السياسية والروحية بأن أتوجه بالتحية الى الجيش في يوم عيده، هذا الجيش الذي هو ضمانة لوحدة لبنان وحرية لبنان ولكرامة الإنسان في لبنان”.