الحزب… وضربة باكرة لحوار ايلول؟
تحدث بيان الخارجية الفرنسية الذي صدر في ختام محادثات المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في بيروت، عن ايجابية لمسها لدى القوى السياسية التي التقاها. وقد جاء فيه “لحظ المبعوث الشخصي لرئيس الجمهورية الفرنسية انفتاح محاوريه اللبنانيين انفتاحا بنّاء إزاء النهج العملي والواقعي الذي يركّز على انتخاب رئيس للجمهورية، وعلى العمل الذي يجب أن يضطلع به من أجل المضي في إنعاش لبنان وإرساء الاستقرار فيه وتمكينه من استعادة مكانته في بيئته الإقليمية وكسب ثقة المجتمع الدولي مجدداً”.
لكن هل هذا يعني ان الحوار الذي يقترح الدبلوماسي الفرنسي عقدَه في ايلول المقبل، سيبصر النور؟ وهل “الانفتاح” المذكور، حقيقيّ وواقعيّ ويعني ان الانتخابات ستحصل بعد “طاولة العمل”، كما يريد لودريان؟ بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن مواقف الثنائي الشيعي التي صدرت عن قيادات حزب الله فيما طائرة الدبلوماسي الفرنسي لم تُقلع بعد من لبنان، لا تدعو الى التفاؤل.
فقد أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أن “ثمة جهودا تبذل لملاقاة اللبنانيين لبعضهم بعض من أجل التفاهم على صيغة ما لإنجاز الاستحقاق الرئاسي”. وقال من صور مساء الخميس “نأمل أن تسفر هذه الجهود عن تراجع البعض عن قناعاتهم التعطيلية التي لا تخدم مصلحة البلد ولا تنظر إلى الأفق البعيد لمصلحة اللبنانيين”. وأضاف “اننا ما زلنا على موقفنا، لم نغيّر ولن نبدّل، وجاهزون لإقناع الآخرين بما عليه اقتناعنا لمصلحة بلدنا الذي يضمنا جميعًا ولمصلحتهم قبل أن تكون لمصلحتنا، وعسى أن ننتظر فرجاً يأتينا، وإلهاماً يدفع البعض للتراجع عن أخطائه”.
الضاحية، وفق المصادر، تؤكد اذا انها على تمسّكها بمرشحها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وانها تريد “إقناع الاخرين” بما ترى فيه هي، مصلحة لبنان، كما أعلن رعد. وطالما ان الامر كذلك، فان الحوار العتيد ذاهب الى فشل، حتى ان “طاولته” قد لا تنعقد.
فعلى الضفة المُقابِلة، الموقف كان واضحا بعد مغادرة لودريان: اذا لم يُبد الثنائي الشيعي استعدادا جديا للتنازل وللقبول بخيار ثالث، لا جدوى من الحوار. وقد قال رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في حديث تلفزيوني “إن كان لدى حزب الله النية لملاقاة الفريق الآخر إلى منتصف الطريق، فيجب أن يسحب مرشحه ويُلاقينا على الحوار عندها ولا مشكلة لدينا”، مشددا على أن “ما يهمنا هو ألا يتحوّل الحوار الى آلية لفرض إرادة حزب الله على باقي اللبنانيين”.
فهل يمكن القول، في ضوء مواقف الحزب العلنية، ان “الكوة” التي تحدث عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري، والانفتاحَ الذي ذكره البيان الفرنسي، لن يصمدا كثيرا؟ ام ان الثنائي الشيعي يستعد للنزول عن الشجرة إلا انه يغلّف تنازله هذا بتشدد “كلامي” لا يعكس ما يُضمره؟
لارا يزبك- المركزية