حوار حارة حريك وتيار البياضة: وصول عون أخطر من فرنجية!
كما اتى غادر الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الاراضي اللبنانية عائدا الى باريس على أمل استجابة لبنانية للدعوة الى حوار غير محسوم الشكل حتى الساعة.
قيل الكثير عن الزيارة التي حُمّلت أكثر مما تحتمل حتى ان رئيس مجلس النواب الذي التقاه لودريان مرتين مستهلا ومختتما زيارته الثانية الى بيروت من عين التينة ذهب حدّ القول والتكرار أن كوة ما فتحت بجدار الازمة الرئاسية فهل فعلا أحدثت زيارة الموفد الفرنسي خرقا ما على الخط الرئاسي؟
المعلومات من مصادر موثوق بها تكشف أن اي خرق لم يحصل بعد وان موقف الرئيس بري ليس الا محاولة «لتجليس» الزيارة الفاشلة للودريان على حد تعبير مصدر بارز موثوق به أشار الى ان اي جديد لم يسجل.
المصدر المطلع على أجواء لقاءات لودريان في بيروت، كشف أن الحوار الذي فاتح به لودريان الاطراف التي التقاها والذي، ان تم ووافقت عليه مختلف الكتل، سيحصل قبل ايلول باعتبار ان مهمة لودريان تنتهي في شهر ايلول، ليس محسوما بعد لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون.
ويشير المصدر الى ان لودريان تحدث امام من التقاهم عن حوار قد يكون باشكال عديدة اما محادثات ثنائية او رؤساء كتل او حتى لقاءات رباعية محاولا جس نبض الاطراف حول مدى القابلية لديهم للتحاور فيما بينهم. ويضيف المصدر ان الزيارة الثانية للودريان الى بيروت تركت انطباعا لدى الغالبية بأن «لا جديد لدى فرنسا» وباريس غير قادرة على القيام باي شيء.
وفيما كان لافتا تريّث المعارضة في الرد على طرح لودريان بالحوار وسعيها الى الخروج بموقف موحد تجاه الحوار المطروح والذي يبدو انه سيكون مشروطا من قبل غالبيتها بسحب حزب الله لمرشحه رئيس تيار المردة سـليمان فرنجـية، يبدو ان المشهد على خط حارة حريك لم يتبدل، اذ تكشف اوساط مطلعة على جو لقاء لودريان والحاج محمد رعد ان الاخير جدد على مسمع الموفد الفرنسي تمسك حزب الله بدعم ترشيح فرنجية ولو انه ابلغه بانفتاحه الدائم على الحوار بين مختلف الاطراف اللبناينة، مذكّرا بان مفهوم حزب الله للحوار يقوم على مبدأ ان الحزب يأتي بالاسم الذي يدعمه (اي فرنجية) والاخرون يفعلون الامر نفسه اي يطرحون الاسم الذي يرون فيه انه الانسب لرئاسة الجمهورية وبعد ذلك يجري التحاور.
هذه النقطة تحديدا ترفضها المعارضة وهذا ما كان كشف عنه رئيس حزب الكتائب سامي الجميل عندما اعلنها صراحة بان لا داعي للحوار اذا بقي حزب الله متمسكا بترشيح فرنجية، اضف الى موقف الجميل موقف القوات غير المتحمسة اصلا لحوار لن يفضي الى اي نتيجة في ظل تمسك ثنائي حزب الله وامل بمرشحهما.
وعليه، يبدو ان «حوار لودريان» لن ينتج حتى اللحظة، فحزب الله لا يزال متمسكا بدعم ترشيح فرنجية وما دام الامر كذلك فاي حوار لن يكون نافعا كما يؤكد مصدر نيابي في المعارضة للديار.
وبانتظار «حوار لودريان»، وردة فعل الاطراف تجاهه يبدو ان الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر يتقدم بطريقة لافتة، اذ كان بارزا ما اعلنه بالساعات الماضية رئيس التيار جبران باسيل عندما قال: اعطونا لامركزية ادارية وصــندوقا ائتمانيا واصلاحا وخذوا منا تضحية لست سنوات، ما قرأت فيه اوساط مطلعة على جو الطرفين ان باسيل فتح كوة تجاه البحث بامكان القبول بوصول فرنجية لسدة الرئاسة علما ان الاوساط نفسها حرصت على القول: «لكن لا تتــفاءلوا كثيرا».
لكن البارز ان الاوساط كشفت ان باسيل الذي كان يرفض الابقاء على اسم سليمان فرنجية ضمن سلة اسماء لبحثها مع حزب الله عاد وقبِل مبدأ العودة الى الحوار مع حزب الله بوجود عدد من الاسماء المطروحة للرئاسة ومن بينها فرنجية ولم يعد لديه مشكلة بان يكون الاسم ضمن سلة اســماء.
أما بشأن مطلبه باللامركزية الادارية ومعها الصندوق الائتماني «على ان يصبح بعدها اسم الرئيس تفصيلا» على حد تعبيره، فتشير معلومات الديار الى ان حزب الله منفتح على هذه المطالب ولا سيما ان اللامركزية الادارية منصوص اصلا عليها باتفاق الطائف لكن المشكلة تكمن في ان تحقيق مطلبي باسيل يتطلب موافقة غالبية الكتل ما يعني عمليا اقرار هاتين المسألتين بقانون بمجلس النواب «الممنوع عليه» التشريع قبل انتخاب الرئيس.
وعليه فمن شبه المستحيلات تأمين مطالب باسيل وحصوله على هذه الضمانات قبل انتخاب الرئيس علما ان رئيس التيار يريد الحصول على هذه الضمانات قبل عملية الانتخاب ما يعني عمليا ان المسالة معقدة أكثر مما يتخيل البعض، عدا ان مطلب باسيل باللامركزية الادارية قد يتضمن لامــركـزيــة مالية موسعة وهذا ما يثير الهواجس لدى الطرف الاخر.
على اي حال وبالانتظار، يبدو أن حوار حزب الله ميرنا الشالوحي، ان كان سيؤدي الى نتيجة، فهي ستكون حتما بالاتفاق على نقطة واحدة: «تطيير قائد الجيش جــوزيف عون» من المعادلة الرئاسية ولا سيما ان اسهم رجل اليرزة في البورصة الرئاسية باتت أكثر ارتـفاعا من اي وقـت مضى.
فهل ينتهي حوار باسيل صفا باستبعاد جوزيف عون الذي ترغب اكثر من دولة خارجية وازنة بوصوله الى بعبدا، وســط اجواء تفيد بان باسيل كان ابلغ البعض بان وصول جوزيف عون الى بعبدا اخطر من وصـول سـليمان فرنجـية!
الديار