وين مسافر… لا وقت للإجازات: ماذا نفعل كلبنانيين في آب؟

توّج مبعوث الرئيس الفرنسي جان – إيف لودريان لقاءاته في بيروت مع الحاج محمد رعد الذي حمّله أعطر التحيات إلى فخامة الرئيس عمانوئيل ماكرون وحرمه السيدة بريجيت، وكيساً من «كعك العباس» وطبقي «هريسة» للزوجين الصديقين عربون محبة وتقدير.

خرج لودريان من مقر «كتلة الوفاء للمقاومة الإسلامية» في حارة حريك، ورائحة «الهريسة» تملأ رئتيه وبسمة حامل الخواتم مطبوعة في عينيه، أحلى ذكرى. جهّزالديبلوماسي الفرنسي نفسه للسفر. أبلغ من التقاهم أنه ذاهب في إجازة على أن يعود إلى العاصمة اللبنانية في أيلول. بكل بساطة حمل حاله وحقيبته و»كادو» الهريسة ومشى. ماذا نفعل كلبنانيين في آب؟ أما كان من المستحب لو استأجر لودريان بيتاً صيفياً في جوار الحوز لمدة شهر؟ غرفة وصالون وحمام وسطيحة مزروعة «تنكات» حبق وفلّ وجوري. طقس جميل ومنظر يخلب الألباب. لقمة طيبة وجيران بلا زغرة من خيرة الأوادم، لسان حالهم «يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا / نحن الضيوف وأنت رب المنزل».

أضف إلى ذلك، فإن عين التينة على بعد مسافة 45 دقيقة من جوار الحوز من دون مواكبة من الرئاسة الثانية و25 دقيقة مع المواكبة.

لا وقت لدينا لإضاعته مسيو لودريان. ولا وقت للإجازات. أمامكم والرئيس بري استحقاق داهم. حطّ يدك بيده ولا تتركه. بلسان جوليا أندهلك: وين مسافر؟ أوعا تسافر. إبقَ هنا وركّز معنا على موضوع رئاسة الجمهورية. الوقت يلعب ضدنا. إفتح لنا كوّة أو مجموعة كوّات في الجدار وليفتحها الله في وجهك يا آدمي. جِدّ لنا، من تراه مناسباً ليتبوّأ سدة الرئاسة، ونوابنا ينتخبونه، أو فليصدر تعيين من جنابكم أنتم كممثلين للدول الخمس الناظرة في كيفية إنقاذنا من جورة الوحل.

وإن وجدت سيد لودريان في جيب سترتك الداخلي إسمين أو ثلاثة «خرج» تولي حاكمية مصرف لبنان. إختر واحداً منها عالعمياني.

وإن استحال، لسبب ما اجتماع من بقي في الحكومة الميقاتية، فالمطلوب بالأملية، من السيد لودريان رفع اقتراح إلى اللجنة الخماسية بالأسماء لتعيين المفتّش العامّ ورئيس الأركان والمدير العامّ للإدارة، وهي المواقع الشاغرة حاليّاً في المجلس العسكري، ودراسة الموازنة ورفعها إلى مكتب الرئيس نبيه بري.

ورجاء خاص، قم سيد لودريان بمبادرة ما، بوساطة، بتحرّك سريع، بمسعى لرأب الصدع بين وزيري الخارجية والمهجرين. هيك ما فينا نكفي. ولا تنسَ أن تذكّر اللبنانيين بموعد تأخير الساعة… ساعة أو ساعتين. على كيف كيفك.

عماد موسى

مقالات ذات صلة