هجمة استخباراتيّة «إسرائيليّة» على لبنان… عبر تجنيد العملاء بالعشرات!
تنشط الاجهزة والمؤسسات الامنية الرسمية، وعلى رأسها فرع المعلومات بقيادة العميد خالد حمود، وكذلك الوحدات المعنية في المقاومة، في تتبع نشاط اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية في لبنان.
فوفق المعطيات، وما يجري تناوله في الغرف او اللقاءات المغلقة، ان هناك هجمة كبيرة من اجهزة امن العدو الاسرائيلي على لبنان، في كل الاتجاهات والمجالات والاختصاصات. والواضح ان العدو، لم يعد يعمل امنياً فحسب، بل وفق المعطيات، فإنه ينشط في كافة الملفات اللبنانية عموما، وفي ما يتعلق بحزب الله وقوى المقاومة الفلسطينية من حماس والجهاد الاسلامي.
اذ لا يمر شهر او شهران، الا ويكتشف فرع المعلومات ومخابرات الجيش واجهزة اخرى واجهزة المقاومة، ان خرقاً اسرائيلياً ما عبر عميل لبناني او فلسطيني او من غير جنسية، الا واصبح تحت قبضة الأمن.
بالطبع، وفق هذه المعطيات غالباً ما يجري توريط العشرات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على تنوعها، تحت عناوين فرص عمل وتعاون في مهنة ما او عمل ما. وخلال وقت قصير يكتشف هؤلاء الشباب، انهم كانوا يتواصلون مع جهاز مخابرات العدو الاسرائيلي .
وينقسم هؤلاء الى أربعة أنواع من المستدرجين والعملاء:
– النوع الاول: يتوجه للابلاغ لمساعدته، وهو النوع الممتاز.
– النوع الثاني: لا يكون عالماً انه يتعاطى مع هذا العدو واجهزته.
– النوع الثالث : يخاف الفضيحة على نفسه واهله، ويتابع التورط.
– اما النوع الرابع وهو الاخطر، فهو من يعلم ويواصل تعامله مع العدو.
بالطبع تستغل اجهزة العدو الاسرائيلي الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي في لبنان، في هذه الاختراقات، لكن عندما ينقل اليك فحوى التحقيقات حول ما يتقاضاه هذا الشاب او الشابه، سترى ان المبالغ زهيدة جدا. عدا مبدأ ان التعامل خيانة للوطن والاهل ودماء الابرياء، قبل دماء وجهد المقاومين، وإن هذه المبالغ تشير بوضوح ان الاسرائيلي نفسه، غير مقتع بقوة نتائج تجنييد هؤلاء.
بالطبع اجهزة العدو، تريد ترصيد بنك الاهداف لديها، وان تكون عيونها حاضرة في متابعة قادة المقاومة اللبنانية والفلسطينية، وتريد تحشييد بنك اهداف لاي حرب اتية، وكذلك تجديد هذه المعلومات باستمرار.
بالطبع العدو يعمل كما اشرنا على الامن الاجتماعي وعلى الوعي، كما يعمل على المعلومات الامنية في محاولات للوصول اليها، وهو لذلك ورط العشرات في السنوات الاخيرة. كما استطاع العشرات او المئات الافلات من اغراءاته التافهة. والاجهزة المعادية، في عملها تفتش ايضا عن قادة وكوادر في المقاومة وبعض القياديين، كما تفتش عمن يوزع المعلومات السياسية المضللة للفتنة بين القوى السياسية وابناء المجتمع الواحد او المحور الواحد…
بالطبع بعض العملاء يأتون من خارج لبنان، وقد جاؤوا ليقدموا خدماتهم للعدو، وليخترقوا بعلاقاتهم مع حركات المقاومة الغرف المغلقة، ويبنوا صداقات ويحصلوا على اي معلومات تفيد «تل ابيب». ولا احد يعلم اي مهمة قد يقدم نتنياهو المأزوم جداً، في حال استطاع تنفيذ اغتيال كبير لبناني او فلسطيني، وان اشتعلت الحرب، لكنه يكون حقق صيداً ثميناً ادخله التاريخ ونجاه من الاتهامات ضده، هذه الاتهامات التي قد تنتهي به الى السجن.
اما التقدير لهذه الهجمة الاستخبارتية «الاسرائيلية» على لبنان، فهي ان الاسرائيلي وفق التقديرات ، يريد استغلال والاستفادة من اي فرصة لمعرفة اي معلومة ، قد يعتبرها البعض غير هامة لديه، لكنها تكون هامة للعدو.
في الحقيقة، جرى التداول في مجالس حول هذه المسألة، حيث دار حديث عن تحصين المجتمع والشباب من الانزلاق، عن معرفة او غير معرفة عن عمد او غير عمد، من براثن العدو والتوعية لما ينشر على وسائل التواصل، تحت عناوين التعارف او فرصة عمل. وكانت الاجوبة:
– ان الاجهزة الامنية الرسمية وعلى رأسها فرع المعلومات، او اجهزة المقاومة، ان يفتحوا ابوابهم للشباب في حال تعرض احدهم لمثل هذه القرصنة، او الانجرار او محاولات جرهم، وان تكون الاجهزة والمقاومة هي الحامية لشباب لبنان من الانزلاق.
– عندما يتعرض احدهم لعملية تجنيد، يجب ان يذهب الى الاجهزة المختصة، ويفهم انه ذهب الى جهاز امني وطني يحترمه ويحتضنه ويحميه.
– عدم خوف مَن يتعرض لهذه الانزلاقات، من التوجه للمؤسسات الامنية المعنية، وليعلموا انهم يذهبون الى اهلهم وابنائهم ليحتموا بهم، وان الاجهزة هي مؤسساتهم الامنية الوطنية وخصوصا في القضايا المتعلقة بالعدو الاسرائيلي.
وقيل في هذه المجالس، اننا بحاجة الى صراحة من قبل الامنيين والمعنيين، وكذلك بحاجة الى تطمينات، والاجدى والاقوى البوح لدى المعنيين بدل الخوف والتورط.
اذا، وفق المعطيات، ان لبنان والمقاومة امام هجمة اسرائيلية، وبناء عليه لا بد من المصارحة والجرأة، ولا ينقص المؤسسات الامنية ان توجه وتحتضن وتحصن الابناء من ان يتورطوا مع العدو، إن لاسباب مالية او سياسية او شخصية.
ياسر الحريري- الديار