تحوّل رئاسي… قد يأتي من ميرنا الشالوحي أو المختارة!

لا يزال الاستحقاق الرئاسي يقبع في المراوحة القاتلة، فلا مجيىء الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بما حمله من أفكار حول تنظيم حوار في أيلول المقبل من شأنه إحداث الإختراق الرئاسي المطلوب، ولا إشارات خارجية مهمة أيضا، حيث ان موعد الحوار وحده بعد شهرين كما صارح لودريان من التقاهم، يطرح ألف سؤال عن إمكانية نجاح المبادرات الخارجية في ظل التعنت الداخلي. من هنا فإن التعويل قائم حاليا على المبادرات الداخلية، ريثما يحصل التحول المطلوب في مسار الاستحقاق، وعليه تتجه الأنظار الى نتائج حوار حزب الله والتيار الوطني الحر، او لحدث يأتي من المختارة يقلب الأمور رأسا على عقب.

بالنسبة الى كثيرين، فان عودة التواصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر بعد فترة طويلة من التشنج السياسي، وصلت الى حد تصويت التيار بعكس ما يريده الثنائي في الإنتخابات الرئاسية، واتهام حزب الله بالتدخل بالشؤون الداخلية. فان المسار الجديد بين الطرفين يطرح تساؤلات عما سينتهي إليه التواصل الجديد، مع إشارات بعدم المبالغة في التوقعات الرئاسية، فمن الصعب ان يصدر أي تبدل في موقف النائب جبران باسيل حيال ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنحية.

الإعتقاد السائد لدى كثيرين ان التيار لا يمكن ان يقدم على خطوة مباغتة للسير بترشيح فرنجية، خصوصا ان تداعيات وصوله الى الرئاسة مكلفة على شعبية التيار، وبالتالي فإن ما يحكى في كواليس التقارب معاكس للوضع الحقيقي، فلا باسيل في صدد إقناع حزب الله بتغيير موقفه، ولا الحزب سيمارس الضغوط على رئيس التيار لإقناعه بفرنجية. وحتى الساعة لم تصل لقاءات باسيل – صفا الى نتيجة رئاسية تدفع أحد الطرفين إلى إجراء تنازلات، باستثناء ما تأكد من الإثنين ان العودة الى الحوار حصلت برغبة مشتركة ومن دون التزامات وشروط.

مع ذلك، فان عدم حصول تقدم بين الحزب والتيار راهنا، لا يعني انسحاب التشاؤم على مجمل المسارات بينهما، اذ يتوقع كثيرون ان يكون ثمن القبول بترشيح فرنجية، دفعة كبيرة من المطالب الباسيلية مستقبلا، على شكل ضمانات في موضوع التعيينات في المواقع المارونية في قيادة الجيش والمصرف المركزي.

بالمقابل، تتجه الأنظار الى رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» النائب تيمور جنبلاط، وتعويل على تبدل تجاه ترشيح فرنجية، مع التسريبات المتناقلة عن تدخل روسي ومبادرة دولية لتسويق ترشيح فرنجية من خلال التواصل مع المختارة.

لكن وفق العارفين، فإن جنبلاط الإبن لا يمكن ان يذهب في هذا الإتجاه، بعد ان حدد مواصفات الرئيس «السيادي» القادر على الإنقاذ وإجراء إصلاحات، وهو أبلغ الموفد الفرنسي الذي التقاه في قصر الصنوبر تمسكه بثلاثة ثوابت: التوافق الداخلي ومرشح تسوية وحوار من دون شروط.

ومع تأكيد العارفين أن العلاقة بين آل جنبلاط وروسيا أكثر من مميزة، من جنبلاط الأب الى الإبن، مع مبادرة الروس الى تهنئة تيمور عند استلامه رئاسة الحزب، ومع التحضيرات التي يقوم بها الأخير قبل زيارته المقبلة الى روسيا، يرى المتابعون ان العلاقة مع روسيا شيىء والملف الرئاسي أمر مختلف، فالانفتاح والتواصل لا يحتم قبول رئيس «الإشتراكي» بالعرض الرئاسي الروسي، خصوصا ان إنطلاقة تيمور موضوع متابعة محلية وخارجية، ولا يجب ان تكون بالضرورة نسخة طبق الأصل عن علاقة موسكو – وليد جنبلاط…

ابتسام شديد- الديار

مقالات ذات صلة