الذكاء الاصطناعي يسحب عمالقة التكنولوجيا من فوضى ضياع المكاسب

تتطلع شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة إلى تجاوز التركيز على الحوسبة السحابية لتنشيط أعمالها مع تحويل أنظارها بكثافة إلى الذكاء الاصطناعي، بما قد يعوض لها بعض المكاسب التي فقدتها جراء التقلبات الاقتصادية العالمية المعاكسة.

وقد يشير عمالقة القطاع إلى نهاية التباطؤ المستمر منذ ما يقرب من عام في أعمالهم السحابية، حيث تشجع علامات المرونة الاقتصادية الزبائن على زيادة الإنفاق التكنولوجي، في حين أن الانتعاش في الإعلانات الرقمية سيساعد أيضًا على تحقيق الأرباح.

وتبدي شركات التكنولوجيا الأميركية من سياتل إلى سان فرانسيسكو قلقا من تراجع النمو والآفاق المستقبلية غير المشجعة، في مؤشر سلبي لعمالقة القطاع بعدما بدت لفترات سابقة أقوى من الأزمات خاصة مع دخول لاعبين جدد إلى حلبة المنافسة.

ومن المقرر أن تقدم مايكروسوفت وألفابت المالكة لشركة غوغل وأيضا مجموعة ميتا بلاتفورمز وأمازون، وهي الشركات التي تبلغ قيمتها مجتمعة أكثر من 6 تريليونات دولار، تقارير عن أرباحها هذا الأسبوع.

ويرى محللون أن النتائج ستكون اختبارًا لتقييمها الضخم وانتعاش السوق الأوسع الذي قادته بفضل التفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي.

وقال كينجسلي كرين المحلل في كاناكورد جينيتي لرويترز “نحن في الحقيقة نبحث فقط عن المقاييس التي تشير إلى زيادة جذب المستخدمين للعروض القائمة على الذكاء الاصطناعي، مع فكرة أنها ستحقق المزيد من الإيرادات ذات المغزى على المدى المتوسط”.

وقامت الشركات الأربع هذا العام بدمج الذكاء الاصطناعي بقوة في منتجاتها على أمل أن يقود ذلك دورة النمو التالية للصناعة، لكن هذه الجهود ستستغرق وقتًا لتؤتي أكلها.

وبالنسبة إلى أمازون ومايكروسوفت وألفابت، أكبر ثلاثة لاعبين في السوق السحابية، من المتوقع أن يمثل الربع من أبريل إلى يونيو فترة أخرى من النمو السيء في الأعمال التجارية التي لطالما كانت بقرة مربحة.

ومن المرجح أن تبلغ كل من أمازون وألفابت عن أقل نمو على الإطلاق لأعمال الحوسبة السحابية عند 9.8 في المئة و24.4 في المئة على التوالي، وفقًا للمحللين الذين استطلعت منصة ريفينتيف آراءهم.

وفي الوقت نفسه من المتوقع أن تنمو مايكروسوفت أنتيليجينس كلاود، التي تصنع نظام أزور الشهير، بنسبة 13.7 في المئة، وهو أبطأ معدل منذ عام 2017.

ومع ذلك، يعتقد العديد من المحللين أن الاتجاه على وشك أن يتغير. وقال ريشي جالوريا المحلل لدى آر.بي.سي كابيتال ماركتس “رغم أن الاقتصاد الكلي لا يزال ضعيفا فإنه لا يزداد سوءا ماديا، والشركات تدرس كيفية العمل في هذا الظرف”.

وأضاف جالوريا أن “الربع الحالي ستكون له أيضًا مقارنات أسهل عكس العام الماضي، حيث بدأ التباطؤ السحابي في ربع سبتمبر من عام 2022”.

وأظهر مسح حديث أجرته شركة آر.بي.سي كابيتال لأكثر من 150 من مشتري تكنولوجيا المؤسسات أن أكثر من أربعة أخماسهم كانوا يمولون مشاريع تتعلق بالذكاء الاصطناعي التوليدي.

وبحسب المسح يتوقع هؤلاء على نطاق واسع زيادة الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات هذا العام أكثر من 2022.

وبالنسبة إلى منصات ميتا، الشركة الأم لفيسبوك، من المتوقع أن تنمو الإيرادات بأسرع وتيرة لها في ستة أرباع بفضل الانتعاش في سوق الإعلان الرقمي حيث يظل الإنفاق الاستهلاكي قويًا.

وقال محللو بيرنشتاين “إذا كانت مساحة الإعلان الرقمي تشبه ركوب الأفعوانية، فنحن على وشك الانتهاء من الجزء الممل والصعب، حيث نتسلق ببطء إلى رابط السلسلة العليا عن طريق رابط السلسلة”.

وسيساعد تعافي سوق الإعلانات الرقمية أيضًا شركة ألفابت، التي تجنب بحث غوغل الخاص بها حتى الآن أي خسارة ذات مغزى في حصتها في السوق لصالح بينغ المدعوم بالذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت.

ومن المتوقع أن تسجل ألفابت نموًا في الإيرادات بنسبة 4.5 في المئة خلال الربع الثاني من هذا العام، وهو أفضل مستوى لها في ثلاثة أرباع.

وقال محللون في شركة بوفا غلوبال للأبحاث إن بحث غوغل تحول على ما يبدو من مخاطر الحصة في السوق إلى مخاطر تحقيق الدخل. ولكنهم أشاروا إلى أنه نظرًا لأن حصة البحث تبدو صحية، فقد يكون لدى غوغل إلحاح أقل لدمج نتائج أل.أل.أم، نموذج اللغة الكبيرة، في الاستعلامات التجارية.

وفي مواجهة الصعوبات الاقتصادية العالمية عمد الكثير من المعلنين إلى تخفيض ميزانياتهم التسويقية على المنصات الإلكترونية، لكن الوضع يبدو أنه يسير نحو التحسن.

وقال تيجاس ديساي المحلل لدى غلوبال إكس.إي.تي.أف.أس “كنا نعلم أن الإنفاق الإعلاني العالمي سيتقلص. لكني أعتقد أن الأسوأ بات وراءنا”. وأضاف “لن تسير الأمور بشكل سيء للغاية، لا تزال الانخفاضات متواضعة في ظل الضغط على أسعار الصرف والتضخم”.

 

العرب

مقالات ذات صلة