كلام عالي النبرة لنزار العلولا: «ما بعد اجتماع الدوحة لن يكون كما قبله»!
«ما بعد اجتماع الدوحة لن يكون كما قبله»… بهذه العبارة اختصر مصدر مطلع على ملف الاستحقاق الرئاسي عبر «الديار» ما يحصل من تفاوض خارجي على الخط الرئاسي اللبناني. فالبيان المشترك للمجتمعين في الدوحة كان واضحا لجهة المواصفات التي حددها للرئيس المقبل أضف اليها التهديد بعقوبات «بلباس اجراءات» تطال المعرقلين لعملية انتخاب رئيس في لبنان.
هذا البيان الذي فسره كل طرف على هواه السياسي، لم ير فيه الطرف الاساسي وهو حزب الله المتمسك برئيس تيار المردة سليمان فرنجية حتى الساعة اية علاقة بالملف الرئاسي اللبناني اذ تقول اوساط مطلعة على جو الثنائي الشيعي بان البيان تحدث بكل شيء وكان فضفاضا وهكذا بيان لا يساعد بحل للرئاسة اللبنانية وختم المصدر بالقول: نحن اعتبرناه وكأنه لم يكن، «فاجتماع الدوحة لم ينتج الا بيانا بسقف عال لكن بلا ادوات لترجمة ما تضمنه البيان». حتى ان مصدرا مطلعا جدا على جو حزب الله رأى ان بيان اجتماع الدوحة ليس الا افكارا اميركية بصياغة الدول الخماسية، ومحاولة لفرض اوصياء على لبنان.
معلومات الديار من مصادر موثوقة تكشف بان اجتماع الدوحة ساده سقف عال جدا للموفد السعودي نزار العلولا لدرجة ان المشاركين ولاسيما الطرف الفرنسي تفاجأوا بهذا السقف السعودي العالي النبرة ما يدحض كل ما قيل سابقا من ان المملكة لا تتدخل بالملف الرائسي اللبناني وتنأى بنفسها والا فيتو لديها على اي مرشح.
فاوساط مطلعة على جو اجتماع الدوحة تكشف للديار بان الطرح الفرنسي باجراء حوار لبناني اما برعاية الرئيس نبيه بري او برعاية دولية لم يلق قبولا او حماسة لدى الدول الاخرى التي شاركت باجتماع الدوحة بدءا من المملكة الى الولايات المتحدة ومصر وقطر ، وتشير الاوساط الى أن السعودية لا تحبذ ابدا اجراء طاولة حوار تمهد لانتخاب رئيس في لبنان انما هي تدعم ان يتم انتخاب الرئيس اولا وبعدها يبحث في اجراء طاولة حوار «برئاسة الرئيس اللبناني المنتخب» يتفق عليها على الملفات والاستحقاقات التي تلي انتخاب الرئيس.
وعليه يبدو ان مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي، وعلى عكس ما يقال، سيعود مطلع الاسبوع الى بيروت والارجح الثلاثاء في زيارة تستمر بحسب معلومات الديار 5 ايام حتى 29 الحالي، ستكون معقدة ولا سيما ان اجتماع الدوحة والبيان الذي اعقبه عقّد المهام الفرنسية لا بل أسقط المبادرة الفرنسية السابقة من دون أن يسقط في الداخل اللبناني اسم سليمان فرنجية من حسابات الثنائي الشيعي.
وفي هذا الاطار، يشير مصدر موثوق الى ان مهمة لودريان ستكون صعبة جدا لا بل ضبابية فحتى فكرة الحوار مرفوضة من قبل أطراف اساسية كالقوات اللبنانية ولو ان فرنسا ستحاول عبر لودريان طرح امكان عقد طاولة حوار في قصر الصنوبر علما ان معلومات الديار تفيد بان السفارة الفرنسية ارسلت بعيد مغادرة لودريان بيروت في زيارته الاولى السابقة كموفد رئاسي فرنسي، وفودا زارت غالبية الاحزاب والكتل مستكشفة رأي هذه الكتل بطاولة حوار وقد سمعوا من أطراف فاعلة انها لا تؤيد حوارا لن ينتج اي شيء.
وبانتظار ما قد يحمله لودريان في زيارته الثانية الى بيروت، فالاكيد ان حزب الله لم يتخل عن ترشيح سليمان فرنجية وهو لن يفعل ذلك على الرغم من قنوات الحوار التي فتحت مع التيار الوطني الحر لكن اسم فرنجية ومع سقوط المبادرة الفرنسية تراجع في بورصة المرشحين الرئاسيين خارجيا لمصلحة قائد الجيش جوزيف عون الذي لم يسقط اسمه يوما من الحسابات الرئاسية لكي يتقدم، فالعمل الخارجي لطرح اسم العماد عون كان يتم ولو بهدوء تام واكبر دليل هو عودة قطر لتسويق وجس نبض الفرقاء اللبنانيين حول اسم جوزيف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية مع الاشارة الى ان الرغبة الاميركية كانت ولا تزال بوصول عون الى بعبدا اما المملكة فتفضل قائد الجيش على اي اسم اخر تماما كما تؤكد مصادر مطلعة على جو المملكة.
وقد تكون عودة قنوات الحوار التي لم تنقطع اصلا بين التيار الوطني الحر وحزب الله عبر الحاج وفيق صفا ورئيس التيار جبران باسيل ، تهدف بالدرجة الاولى الى محاولة البحث عن القواسم المشتركة بين الطرفين منعا لوصول قائد الجيش الى كرسي بعبدا علما ان مصدرا بارزا مطلعا على جو حزب الله يؤكد للديار بان الحزب لا يزال متمسكا بترشيح سليمان فرنجية ولو انه يفاوض مع التيار من دون شروط مسبقة!
هي اشهر فراغ رئاسية طويلة تنتظر البلاد، والملف الرئاسي تراجع لصالح الملف النقدي المالي والانظار ستتحول الى مصرف لبنان والى ما قد يحمله الاسبوع الحالي من تطورات قد تبدأ باستقالة نواب حاكم مصرف لبنان من دون ان يعرف كيف ستنتهي فهل يتم التمديد لسلامة ولنوابه بحكم تسيير المرفق العام؟
الديار