انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب.. كيف ستتأثر حياة “الملايين” في العالم؟

يهدد إنهاء موسكو مشاركتها في اتفاق يسمح بتصدير آمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، بارتفاع أسعار الأغذية عالميا والتي كانت قد ارتفعت في الأساس بسبب وباء كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا.

وينتهي الاتفاق، الاثنين، بعد أن قالت روسيا إنها ستعلق مشاركتها فيه، وهي خطوة وصفتها السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، بأنها “عمل وحشي”.

وكان الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو 2022، يهدف إلى تخفيف وطأة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب حصار الموانئ الأوكرانية، على أن يتم ذلك من خلال السماح بتصدير آمن للحبوب الأوكرانية، مقابل مساعدة روسيا في نقل صادراتها من الأغذية والأسمدة إلى الأسواق العالمية.

وأوكرانيا وروسيا من بين أكبر مصدري الحبوب في العالم.

وغادرت أخر سفينة أوكرانيا بموجب الاتفاق، الأحد.

وكانت روسيا قد هددت بالانسحاب من الاتفاق لأنها قالت إن مطالبها بتحسين صادراتها من الحبوب والأسمدة لم تلب.

وشكت موسكو من عدم وصول كميات كافية من الحبوب إلى الدول الفقيرة، لكن الأمم المتحدة جادلت بأن هذا الترتيب أفاد تلك الدول من خلال المساعدة في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 20 في المئة على مستوى العالم.

ماذا فعل الاتفاق؟
من خلال ضمان سلامة حركة البضائع في البحر الأسود لدى مغادرتها الموانئ الأوكرانية، أتاح الاتفاق، الذي يفرض تفتيش السفن من قبل ممثلي الأطراف الأربعة الموقعة، تصدير نحو 33 مليون طن منذ دخوله حيز التنفيذ في الأول من أغسطس 2022، معظمها من القمح والذرة.

وتم تصدير غالبية الحبوب إلى دول نامية في أفريقيا والشرق والأوسط وأنحاء أخرى.

ووفق مركز التنسيق المشترك بين أطراف الاتفاق، الذي يقع مقرّه في إسطنبول، فإن الاتفاق الهادف إلى منع ارتفاع الأسعار والجوع في الدول الأكثر هشاشة عاد بالنفع على 45 دولة مستوردة، أولها الصين (7.75 مليون طنّ) ثم إسبانيا (5.6 مليون طن) وتركيا (3.1 مليون طن).

وتمكن برنامج الأغذية العالمي من توفير 725 ألف طن من القمح للدول التي تمر بأزمات، مثل أفغانستان وإثيوبيا وكينيا والصومال والسودان واليمن.

وتشدّد الأمم المتحدة على أن حرمان العالم الحبوب الأوكرانية “سيؤثر على حياة الملايين في المجتمعات الأكثر فقرا”.

حركة خفيفة
ومنذ مطلع يوليو، كانت حركة السفن خفيفة جدا، فبين 2 و13 يوليو، غادرت سبع سفن شحن فقط ميناء أوديسا وميناء تشورنومورسك الأوكرانيين بعد التفتيش، وفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن مركز التنسيق المشترك.

وللمقارنة، كان هذا الرقم هو المعدل اليومي الذي كان يُسجل في أكتوبر حين كانت أكثر من 130 سفينة شحن تنتظر عند مدخل مضيق البوسفور لتخضع للتفتيش لإكمال طريقها عبر البحر الأسود.

وتتهم كييف المفتشين الروس بتعمد إبطاء الإجراءات.

وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد اتهم روسيا، الجمعة، باستخدامها الاتفاق “سلاحا” من خلال التهديد بإنهائه.

وأضاف بلينكن في مؤتمر صحفي في جاكرتا: “إذا كانت روسيا لن تنهي حربها العدوانية المروعة ضد أوكرانيا، فبإمكانها على الأقل تمديد مبادرة حبوب البحر الأسود حتى يتسنى إيصال الأغذية إلى العالم، ولتظل الأسعار منخفضة، والإمدادات مرتفعة”.

ولا تخضع الصادرات الروسية من الأغذية والأسمدة للعقوبات الغربية المفروضة بعد غزو أوكرانيا، وتقول موسكو إن آثار القيود المفروضة على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمين تصل إلى حد إعاقة تلك الشحنات.

وأحد المطالب الرئيسية لروسيا هو إعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام “سويفت”. وقطع الاتحاد الأوروبي هذا الربط في يونيو 2022 بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

وقالت مصادر مطلعة على المناقشات لرويترز إن الاتحاد الأوروبي يدرس ربط شركة تابعة للبنك الزراعي الروسي بشبكة “سويفت” للسماح بإجراء معاملات وتحويلات تتعلق بالحبوب والأسمدة.

الحرة

مقالات ذات صلة