ماذا وراء تنحّي بو حبيب… هل هو مثل معظم الوزراء «يستثقلون» وزير المهجرين؟
ماذا وراء تنحّي بو حبيب؟
لأنّ جدول مواعيد وزير الخارجية والمغتربين «مفوّل» لعدة أشهر والتزاماته كثيرة، ولأنّ ملف النازحين السوريين يغلب عليه الطابع التقني وليس السياسي والديبلوماسي، فضّل الدكتور عبدالله بو حبيب التنحي عن رئاسة الوفد الوزاري إلى سورية. هذا التبرير دحض كل ما قيل وكُتب من استنتاجات وتخيّلات وثرثرات، ومنها:
أنّ بو حبيب مثل الرئيس نجيب ميقاتي مثل هيكتور الجبار مثل ثلاثة أرباع الوزراء «يستثقلون» وزير المهجرين عصام شرف الدين، المُختار من قبل عطوفة المير طلال إرسلان لـ «تطبيش» ميزان الثقل النوعي في الحكومة.
وثمة رأي يقول إنّ وجود رئيس نادي عاليه للدراجات الهوائية، أي شرف الدين، في أي لجنة وزارية سيخطف الأبصار ويساهم في تعزيز نجوميته في سورية/الأسد على حساب الآخرين.
وهناك من استنتج أنّ كل هذا «البعط» وكل الخطط التي وضعها وزير حزب الأغلبية لن تأتي بنتيجة تذكر، ما دام النظام السوري غير مستعجل لاستعادة أبنائه وغير مصرّ على عودتهم، فيما توحي تصريحات شرف الدين أنّ همّ النازحين يأكل في صحن سيادة الرئيس أبي حافظ، حفظه الله. لذلك لم يبدِ بو حبيب حماسة لترؤس وفد طابعه فولكلوري.
وزعم البعض أنّ بو حبيب إستشعر أنّ الصيدلي شرف الدين سينتقل من مرحلة انتقاد موقف البرلمان الأوروبي المؤيّد لإبقاء النازحين السوريين في لبنان، إلى مرحلة ضرب المصالح الأوروبية في الشرق الأوسط وأفريقيا، وبالتالي يرفض رئيس الديبلوماسية بشكل قاطع أن يكون شاهداً على هذا التطور العنفي.
وممّا راج في الصالونات أن كلاماً وصل إلى بو حبيب مفاده أنّ شرف الدين يفضّل أن يرأس هو الوفد، وأن يضم إليه وزراء الخارجية والداخلية والأشغال والنقل ونائب رئيس مجلس الوزراء ونائب رئيس مجلس النواب ودولة الرئيس أمين سلام والمدير العام للأمن العام بالإنابة وأعضاء المجلس العسكري ونصري خوري ومجموعة من الفنانين المحترفين وباقة من ممثلي الأحزاب الوطنية والتيارات القومية.
وقيل إنه لسبب ما، الكيمياء مفقودة بين عبدالله بو حبيب ووزير خارجية سورية الدكتور فيصل المقداد، وقد يكون القول مجرّد إشاعة مغرضة تستلزم بياناً مشتركاً للتأكد من المحبة المشتركة.
أياً تكن أسباب تنحي بو حبيب، شرف الدين مكمّل. «كتار قلال يكون شو هم بدنا نكمل باللي بقيوا». في الأمس بشّر اللبنانيين أنّ سورية جاهزة لاستقبال 180 ألف نازح كمرحلة أولى، تليها دفعات شهرية، كل واحدة منها تضم 15 ألف نازح. وبحساب بسيط ستنتهي أزمة الإخوة النازحين نهاية السنة 2034، بشرط توقفهم التام عن الإنجاب، وإلا فسيتأخر الحل النهائي 4 سنوات وثلاثة أشهر و16 يوماً.
مثل هذه الحسابات توجع الرأس. لذلك اختار رئيس الديبلوماسية أن يتنحى.
عماد موسى