سفير دولة عظمى: لهذه الأسباب السلطة مربكة … وحزب الله مربك!!

مصدر ديبلوماسي: حزب الله مربك لعدم وجود عرض تفاوضي لذا استحضر جبهة الجنوب!

 

«هو حبل من أوهام تعلق عليه السلطة السياسية في لبنان انتظاراتها لشيء ما يأتي من خارج الحدود، قريبا كان أم بعيدا، حتى تتنفس الصعداء وكأن باب الفرج لديمومتها قد فتح ومعه اعادة بث الروح في شرايينها، من دون ان تبذل الجهد المطلوب لإظهار انها على قدر التحديات الخطيرة التي تتهدد الكيان اللبناني».

انه مستخلص لكلام سفير دولة عظمى معتمد في بيروت، يراقب باستهجان مسار الاحداث والانهيارات المتتالية، «اذ وصلت عملية تسطيح الامور الى الرهان على اعداد المغتربين والسياح الذين قدموا الى لبنان، وكأنه العلاج لأزمة مزمنة عمرها من عمر الطائف المعلق تنفيذه، والذي استفاق البعض عليه مؤخرا، وكأن الفرقاء الذين منعوا من الشراكة في القرار الوطني هم من عطل تنفيذ كامل بنود الدستور وليست القوى التي قبضت على كل ما فصل الحكم».

ويقول المصدر «للاسف لم تقتنع قوى السلطة بان بضاعة أزماتها لم تعد قابلة للتسويق عند الشقيق والصديق، وان الاولويات تغيرت وتبدلت بشكل جذري، لأن اهتمامات الدول صارت في مسار تنافسي نحو الافضل، ولن يجد لبنان من ينتظر ان يحزم الفرقاء المعطلون أمرهم حتى يبدأ مسار الحل، فأنتم في لبنان تستخدمون مثلا معبرا جدا (ما حك جلدك مثل ظفرك)، ساعدوا انفسكم حتى تجدوا من يلتفت اليكم ويعينكم في عملية انهاض لبنان من القعر الذي فيه».

ويوضح المصدر انه «في السابق كانت قوى السلطة تبرز خلافاتها عند أوان الاستحقاقات الاساسية، لاسيما الرئاسية والحكومية والنيابية، وتبدأ بإرسال اشارات سلبية الى الخارج حتى يتدخل لايجاد الحل والتوفيق بين المختلفين ظرفيا والمتفقين مصلحيا في عملية تقاسم الحصص والنفوذ، وغالبا ما يكون تدخل الخارج مصحوبا بدعم مالي تستغله الطبقة الحاكمة لصالحها في عملية اثراء غير مشروع وتحت عناوين انسانية وخدماتية تصيب فقط المحاسيب والمتحزبين».

ويشير المصدر الى «ان الخارج، لن تتدخل بعد اليوم تحت ضغط التلويح بالخراب وأخذ والبلاد الى مسارات عنفية، كما حصل في فترات سابقة كان ابرزها السابع من مايو 2008 والقمصان السود لاحقا، وان كل من يجرؤ على استخدام ادوات عنفية لتحقيق مآرب سياسية وفرض وقائع خلافا للدستور، سيواجه هذه المرة بإجماع دولي يترجم في الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي عبر قرارات رادعة تضع المتلاعبين بمصير لبنان في دائرة ضيقة جدا وفي موقع ضعف غير مسبوق».

ويؤكد الديبلوماسي الغربي ان «سبب الارباك الذي تعيشه الطبقة الحاكمة يعود الى فقدان ممول اي حل للازمة التي هي صناعة لبنانية بامتياز، وفي ذات الوقت ليس هناك من ممول للحرب، بمعنى ان ذهاب من يمتلك فائض القوة الى افتعال معركة بين الحروب وتحديدا على الجبهة الجنوبية من غير المعلوم ان تبقى معركة محدودة ولا تتدحرج الى حرب مدمرة، وهنا لن يجد لبنان من يتقدم لمساعدته على اعادة الاعمار كما حصل في اعقاب حرب يوليو عام 2006».

ويكشف المصدر عن حقيقة مفادها «ان سبب ارباك قوى السلطة وتحديدا الثنائي الشيعي، يعود الى عدم تقديم مقترح حل شامل وفق منطق السلة، وان الولايات المتحدة الاميركية لم تنخرط بعد بشكل جدي في ملف الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي ليس على طاولة حزب الله اي عرض لا يتناول الرئاسة حصرا انما يشمل الحكومة وتركيبتها وبيانها الوزاري، والوظائف الحساسة وملف النفط والغاز ومستقبل العلاقة مع سورية وملف النازحين وصولا الى فك الحصار السياسي والاقتصادي والمالي واعفاء لبنان من التزامات قانون قيصر، وعدم وجود عرض عملي وضع حزب الله في موقف مربك، دفعه الى استحضار جبهة الجنوب، في عملية تفاوض عبر الساحات مع واشنطن لعله يستدرجها الى الدخول الجدي في التفاوض على الرئاسة وما يليها».

داود رمال- الانباء الكويتية

مقالات ذات صلة