الثنائيّ وخيارات الرئاسة: لماذا لا يتمّ التخلّي عن فرنجيّة… وما هي الشروط المطلوبة؟
بانتظار عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت وما سيطرحه من مبادرات جديدة، ينشغل المسؤولون في حركة أمل والحزب في البحث عن السيناريوهات المتوقّعة والخيارات المحتملة للمعركة الرئاسية في ظلّ تزايد الضغوط الداخلية والخارجية.
السؤال الأهمّ بشأن الانتخابات الرئاسية الذي تطرحه بعض الأوساط السياسية اللبنانية أو الدبلوماسيين الغربيين في بيروت: هل يمكن أن يتخلّى الثنائي (حركة أمل والحزب) عن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية؟ وما هي الشروط المطلوبة للبحث عن خيار رئاسي جديد بعد فشل كلّ الخيارات السابقة؟ وهل من شخصيات أخرى يمكن أن تنال ثقة الحركة والحزب كي تصل إلى موقع الرئاسة الأولى؟
انفتاح “جديد” حول فرنجية
تؤكّد مصادر مطّلعة على أجواء قيادتَيْ الحركة والحزب أنّه ما يزال الثنائي (حركة أمل والحزب) متمسّكاً حتى الآن بخيار دعم وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة الأولى، وأنّهما جاهزان للحوار والبحث في كلّ الملفّات التي تكفل حصول الانتخابات الرئاسية بالتوافق مع بقيّة الأطراف ومن دون شروط مسبقة. وهذا يعني أنّ التمسّك بفرنجية ودعمه لا يغلقان الباب أبداً أمام البحث عن خيارات أخرى، لكن من دون التخلّي المسبق عن فرنجية وقبل حصول الحوار الوطني المطلوب للتفاهم على أفق المرحلة المقبلة، خصوصاً تشكيل الحكومة المقبلة والسياسات التي ستعتمدها. ولا يعني ذلك البحث في تغيير اتفاق الطائف أو فرض نظام سياسي جديد أو إحداث أيّة تغييرات في النظام السياسي القائم اليوم.
تضيف هذه المصادر أنّ قيادتَيْ الحزب والحركة تدركان أنّ التوازنات الداخلية القائمة اليوم لا تسمح بوصول فرنجية للرئاسة الأولى مع وجود رفض مسيحي كبير وعدم القدرة على نيل 65 صوتاً في الدورة الثانية، وأنّ الرهان على تغيُّر في المواقف الداخلية أو حصول ضغوط خارجية لفرض التسوية الفرنسية السابقة (سليمان فرنجية – نواف سلام) في غير محلّه حالياً. لذا ستبقى الأمور مقفلة إلا إذا نجح المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان في إحداث خرق داخلي وخارجي أو حصل تطوّر معيّن من خارج السياق التقليدي. وكلّ ذلك في علم الغيب ولا أحد يملك معطيات حاسمة حالياً. في حين أنّ الأوضاع الداخلية والخارجية تزيد من ضغوطها للوصول إلى تسوية سريعة لأنّ أوضاع البلد لم تعد تتحمّل. وهناك مخاوف كثيرة من حصول توتّرات أمنيّة أو تدهور للأوضاع الاقتصادية أو نشوء توتّرات كبيرة على الجبهة الجنوبية.
من هو البديل؟
في ضوء هذه المعطيات السلبية، تطرح بعض الأوساط المسيحية المستقلّة التي تكنّ التقدير والاحترام لقيادة الحزب السؤال التالي: ألا يوجد شخصيات مسيحية أخرى غير سليمان فرنجية يمكن أن تحظى بثقة الحزب وحركة أمل وتكون قادرة على قيادة الحوار الوطني ومعالجة الملفّات الأساسية في البلاد وتكون مقبولة من بقيّة الأطراف اللبنانية، وخصوصاً المسيحية؟
تضيف هذه الأوساط أنّ من الغبن للبيئة المسيحية أن يُحصر التنافس على موقع الرئاسة الأولى بشخصيات محدودة من هذا الطرف أو ذاك أو تحويل المعركة الرئاسية إلى معركة تحدٍّ وفرض شروط مسبقة. فهناك شخصيات مسيحية كثيرة دافعت وتدافع عن خيار المقاومة والعلاقة مع سوريا وضحّت كثيراً في سبيل التحالف والتعاون مع الحزب في الظروف الصعبة. ولدى هذه الشخصيات رؤية إصلاحية اقتصادية وعلاقة جيّدة مع بقيّة الأطراف، خصوصاً البطريركية المارونية وبعض الأحزاب المسيحية، إضافة إلى علاقاتها الجيّدة مع الأوساط الدولية.
لذلك من مصلحة الحزب وحركة أمل إعادة النظر في آليّة خوض المعركة الرئاسية وتحديد ما هو المطلوب للشعور بالطمأنينة وعدم حصر الرهان بشخصية وحيدة هي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لأنّ ذلك سيزيد الانقسام في البلاد ويعزّز دعوات التقسيم والفدرالية ويدفع كلّ الأطراف المسيحية إلى المزيد من التحالف والتعاون في مواجهة الثنائي (حركة أمل والحزب)، وهذا لا يصبّ في مصلحة المقاومة ومشروعها المستقبلي.
هل يعيد الثنائي التفكير في خطة العمل وفتح الباب أمام خيارات أخرى أم انتظار فرج لن يأتي قريباً هو الخيار الوحيد؟
قاسم قصير- اساس