ميا خليفة… وعائلات جنين: كلّنا ميا خليفة!
بعد طول غياب، إلتقيت صديقي الفنان المهووس بكرة القدم. تصافحنا. لاحظتُ انشغاله بمشاهدة فيديو على هاتفه المحمول. أطفأ سيكارة أشعل أخرى. هممت بسؤاله عمّا يشاهد فاستبق السؤال بجواب بمنتهى الجديّة «أعذرني أنا أشاهد فيديو لميا خليفة. أنصحك بمشاهدته». قلت: «ارسله إليّ لو سمحت». ففعل على الفور.
ماذا يتضمن الفيديو؟ ستسألون.
وماذا يمكن أن تقدم ميا خليفة للمشاهدين من عندياتها سوى ما لديها من عطاءات في مجالها الفني؟
ساءلتُ نفسي.
الجواب: ارتدت ميا في الفيديو قميصاً عليه ما عليه من أزهار الربيع، وعبّرت بصدق عن تضامنها مع عائلات جنين. وهذا ما قالته بكل تلقائية وانفعال: «قد يكون هناك إرهابي واحد في بيت برفقة 15 طفلاً. 17 مدنياً مسالماً ( ربما أضافت الوالدين). هناك بيوت تحوي أجيالاً متعددة لأن ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه. إذا كان لدى إسرائيل شخص واحد يبحثون عنه، حياة كل الأشخاص المسالمين تصبح بلا قيمة. لا يأبهون إطلاقاً بعدد الأطفال والمسالمين الذين تم قتلهم. أنهوا حياتهم بكل برودة. قوانين الحرب لا ينظرون إليها. يعلمون أنهم ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية. لكنهم لن يحاكموا أبداً بسببها، لذلك لا يهتمّون أبداً، في الحقيقة الإسرائيلي لديه فكرة استهداف الأطفال، لتعلموا مدى قذارة عقولهم، طفل مقتولٌ اليوم سيحمينا من رجلٍ بالغ مؤذٍ في المستقبل». إنتهى كلام خليفة الذي حظي بمئات آلاف المشاهدات إلى تعليقات تشيد بنجمتنا. وحتماً سيتبرّع أحد المتحمّسين للنطق باسم كوكبة المؤيدين لموقفها بالعبارة المعروفة «كلنا ميا خليفة».
معظم التعليقات على الفيديو أشادت بموقف إبنة بلدنا النجمة خليفة وحملت على تخاذل القادة العرب. ليس جديداً على ميا المواقف والمبادرات. ففي العام 2021 أنشأت حساباً على موقع إباحي لجمع التبرعات للبلد المنكوب، وفي آب الماضي، في الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت تحديداً تبرعت خليفة (30 سنة) بعشرة آلاف دولار للصليب الأحمر اللبناني. وفي بداية الثورة كشفت ميا أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل «طرقها بلوك» على تويتر بعد سلسلة تغريدات لنجمتنا السكسية.
دعكم من باسيل. في شهر أيار الفائت قرأنا أن ميا خليفة المعتزلة، والمقيمة في الولايات المتحدة حلّت ضيفة على طلّاب جامعة أوكسفورد، لمناسبة المئوية الثانية لتأسيس الجامعة. ومما قالته «سيظل هذا عالقاً بذاكرتي، لا أُطيق الانتظار لأخبر أطفالي المستقبليين بأن أمهم تمكنت من الوصول إلى هنا».
سبق خليفة إلى أوكسفورد متحدّثين رؤساء أميركا السابقون وألبرت أنشتاين وستيفن هوكينغ ومايكل جاكسون. فإيه العظمة دي كلّها.
للتأكد من هذه المعلومات «غوغلوا» ميا خليفة وستحصلون بالغلط على ما يبهج النفوس الحائرة.
عماد موسى