مخاوف من تصعيد عسكري: إسرائيل تستعد لعملية إزالة نقاط عسكرية لحزب الله.. بالقوة!
كشف الإعلام الإسرائيلي أنّ إسرائيل تستعد لإزالة نقاط عسكريّة أقامها حزب الله عند الحدود مع لبنان، بالقوّة. وأشار مصدر أمني لموقع “واللاه نيوز”، يوم الأربعاء، إلى أنّ إسرائيل بعثت رسائل إلى الجانب اللبناني عبر قنوات دبلوماسية وعسكرية، حول قيام حزب الله بنصب خيم عسكرية تتجاوز الحدود. لكن الرد كان أنّ “هذه أرض لبنانية”.
وقال المصدر إنّ الجيش الإسرائيلي “يستعد لتنفيذ عملية هندسية لإزالة خيم حزب الله”، باستخدام الجرافات والدبابات. كما لفت إلى أنّ “حزب الله ينقل بشكل مستمر قوات من وحدة النخبة (الرضوان) إلى المناطق الحدودية مع إسرائيل، تمهيداً لعمليات اقتحام عدّة في مستوطنات الشمال في وقت متزامن”. وأوضح المصدر الإسرائيلي أنّ “حزب الله يقيم كل أسبوعين عدداً من المواقع العسكرية على بعد عشرات الأمتار من الحدود”.
رسائل أميركية قاسية
وفي السياق، تضغط الولايات المتحدة الأميركية على الحكومة اللبنانية لإخلاء معقل تدّعي أنه تابع لحزب الله، من الحدود مع إسرائيل. وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون كبار: “إن الولايات المتحدة أرسلت، بناءً على طلب إسرائيل، رسائل قاسية إلى الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني واليونيفيل”، وذلك حسب ما نشر موقع “واللاه” الإسرائيلي.
وأشار أربعة مسؤولين إسرائيليين وأميركيين رفيعي المستوى، إلى أنَّ “الولايات المتحدة تضغط على الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني لاتخاذ خطوات لتفكيك البؤرة التي أقامها حزب الله قبل أكثر من شهرين بالقرب من الحدود بين البلدين”. وأوضح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه “أصدر تعليمات إلى القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي للتحضير لإزالة الخيام التي أقامها حزب الله من المنطقة المسيطر عليها إسرائيلياً”.
بؤر توترات
وفي الأشهر الستة الماضية، كانت هناك زيادة في التوترات على الحدود، ويرجع ذلك إلى سلسلة من التحرّكات التي قام بها حزب الله ضد إسرائيل، والتي تشير، وفقًا لكبار المسؤولين الإسرائيليين، إلى “تآكل الردع ضد الحزب”.
الحدث الأهم كان إرسال منفذ تسلل من لبنان إلى إسرائيل، وزرع عبوة ناسفة في مفترق مجيدو، على الرغم من أن حزب الله لم يعلن مسؤوليته عن الهجوم، إلا أن إسرائيل تدعي أنه يقف وراءه.
وأثارت التوترات مخاوف من تصعيد عسكري قد يتحول إلى حرب شاملة على الحدود بين إسرائيل وحزب الله، بعد ما يقرب من عقدين من حرب لبنان الثانية في عام 2006.
وقال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية: “إن عناصر حزب الله بدأوا في إقامة البؤرة منذ 8 نيسان عندما نصبوا خيمة على بعد حوالى 30 مترا جنوب خط الحدود الدولي”.
وأدرك الجيش الإسرائيلي أن الخيمة أقيمت عند الحدود بعد أسابيع قليلة فقط، وذلك عندما أقام أعضاء حزب الله خيمة أخرى، ووضعوا خزان مياه ومولداً في البؤرة الجديدة، حسب مسؤول كبير في وزارة الخارجية.
ولعدة أسابيع، حاول الجيش الإسرائيلي حل القضية من خلال محادثات هادئة مع قوة مراقبي اليونيفيل، لكن الأسبوع الماضي تم تسريب الموضوع إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، بعد طرحه للنقاش في لجنة الشؤون الخارجية والأمن.
تهديد بالقصف
وفي 21 حزيران، بعثت الحكومة اللبنانية برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن، اعترفت فيها بأن البؤرة أقيمت على أرض خاضعة للسيادة الإسرائيلية، وفق ما أعلن موقع “واللاه” الإسرائيلي.
وردّ سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان في رسالةٍ خاصة، أرفق بها صورًا لبؤرة يدعي أنها لحزب الله كان يتجول فيها مسلحون، وكتب إردان، “لن تقبل إسرائيل أي انتهاك لسيادتها، وتحتفظ بالحق في اتخاذ أي خطوة ضرورية لحماية أراضيها”. من جهته، قال مسؤول إسرائيلي كبير: “الولايات المتحدة وإسرائيل قلقتان من أن استفزاز حزب الله ناتج عن سوء تقدير من جانب الحزب الذي لا يقيّم بشكل صحيح الرد الإسرائيلي المحتمل، وبالتالي فإن هذا الحادث يمكن أن يؤدي إلى تصعيد خطير”.
وأضاف، “إسرائيل توجهت إلى الولايات المتحدة، وطلبت منها إيصال رسالة قوية للحكومة اللبنانية واليونيفيل تؤكد مدى خطورة الوضع”. وناشد مسؤولون كبار في وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين، اليونيفيل والحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، وشددوا على ضرورة إخلاء موقع حزب الله من المنطقة الحدودية.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير: “هدفنا هو ألا تكون البؤرة هناك، ونفضل أن يقوم حزب الله بإجلاء أتباعه بنفسه بدلاً من أن نقوم بقصفهم، ولقد أوضحنا ذلك للولايات المتحدة، والأميركيون أوضحوا للبنان”. من جهة أخرى أطلقَ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الخميس، تهديداً جديداً ضدّ إيران، متهماً إياها بـ”فتح جبهات إرهابيّة”. وفي تصريحٍ له، قال نتنياهو إنّ حكومته تعملُ باستمرار لصدّ محاولات إيران فتح “جبهاتٍ إرهابية” ضدّ إسرائيل، مشيراً إلى أن تلك الجبهات موجودة في سوريا ولبنان وغزّة والضفة الغربية. وشدّد نتنياهو على أنّ العمل مستمرّ لحماية إسرائيل من تلك الجبهات بشكل دائم وحازم.
المدن