“التغييريون” … والرقم “صفر” في الإستحقاقات!

النواب “التغييريّون”… مسار من الإنقسام والخسائر في السياسة

لم تتوقف فصول النقد القاسي الذي يتعرض له نواب “الثورة”، والتي تتوالى الانتقادات بحقهم منذ وصولهم الى المجلس النيابي في كل المحطات من قبل الرأي العام وجمهورهم بالدرجة الأولى، فهؤلاء النواب لم ينجحوا في توحيد البندقية ومواجهة الاستحقاقات، فسقطوا في انتخابات رئاسة المجلس النيابي، ولم يوفقوا في تسمية رئيس مكلف للحكومة. ففي كل استحقاق تتضعضع أصوات “التغييريين”، وهذا ما يحصل على أبواب الاستحقاق الرئاسي اليوم، حيث بات واضحا ان كتلتهم منقسمة بين مَن سيُصوت الى جانب الوزير السابق جهاد أزعور،ومَن سيصوت بورقة بيضاء، ويتجه عدد من نوابهم لاختيار مرشح خاص.

في جلسة الرابع عشر من حزيران، من المتوقع ان يتكرر مشهد تكليف نجيب ميقاتي، حينها انقسم النواب “التغييريون” وجاءت تسميتهم:١٠ لنواف سلام مقابل “لا تسمية لميقاتي” من قبل النواب سينتيا زرازير والياس الجرادة وحليمة قعقور، ولم يحصل ميقاتي على أي صوت من مخزون أصواتهم، وكانت النتيجة فشل” التغييريين”وحلفائهم في انتزاع ورقة التأليف، بعد ان تشرذم صوت النواب الـ ١٣ وأضعفت التناقضات جبهة المعارضة.

لم يحصد “التغييريون” حتى اللحظة إلا الرقم صفر في الإستحقاقات، فما بين تصريح فاشل لأحدهم، وسوء تقدير وقراءة موقف لآخر، يستمر انقسام هؤلاء النواب حول مقاربة الأزمات السياسية والاقتصادية والانهيار المالي، وبات انقسامهم في الملف الرئاسي كبيرا مع بروز تخبط في صفوفهم، بين متحمس لخيار جهاد أزعور ومعترضين عليه. فالنائب مارك ضو ومعه وضاح الصادق من دعاة انتخابه، ولو اقتضى الأمر التقاطع مع “الثنائي المسيحي” على البقاء في مرحلة الفراغ الرئاسي،اما نجاة صليبا فلم يصدر موقف عنها، وهذا يؤكد التحاقها بضو والصادق، فيما كانت حليمة قعقور اول من رفض ترشيح كل من أزعور وفرنجية معا، ليعلن الياس جرادة إعلان رفضه لترشيح أزعور، معتبرا ان هذا الخيار دعسة ناقصة للنواب “التغييريين”، مع توقع انضمام سينتيا زرازير الى جبهة الرافضين لأزعور في جلسة ١٤ حزيران.

التخبط “التغييري” لم يعد مخفيا، ويؤكد الخارجين عن التوافق مع “الثنائي المسيحي” ان الموقف من ترشيح فرنجية يعود لانتمائه الى المنظومة السياسية، ورفض أزعور يتعلق بتاريخه في وزارة المالية ومسؤوليته في السياسات الحكومية التي أوصلت البلاد الى هذه الحال، ولا يمكن السير وراء خيار مرشح النائب جبران باسيل.

ترشيح أزعور”حشر”النواب “التغييريين”، فانقسموا على بعضهم بين مَن يُسوق لانتخاب أزعور لانهاء الفراغ، ومن تمسك بالوقوف على الحياد واللجوء الى الورقة البيضاء مجددا، وما بين الإثنين يبقى موقف النائبة بولا يعقوبيان التي ترفض إنتخاب سليمان فرنجية والسير وراء خيار مرشح ثنائي “الوطني الحر” و”القوات”.

ابتسام شديد- الديار

مقالات ذات صلة