غرامة بمليوني دولار بسبب مزحة عن الجيش!

أثارت مزحة ألقاها ممثل كوميدي صيني عن الجيش ضجّة على الإنترنت وأدّت إلى فرض غرامة قدرها مليوني دولار تقريباً وفتح تحقيق من جانب الشرطة وإلغاء عدد من العروض الكوميدية وانتشار مخاوف من عدم استمرار الكوميديا الارتجالية في الصين وهي ملاذ نادر لحرية التعبير إلى حد ما في البلاد.

وحدثت هذه الضجة بسبب مزحة ألقاها الممثل الصيني لي هاوشي في بكين الأسبوع الماضي، مما يمثّل أكبر فضيحة حتى الآن لأحد أشكال الترفيه الذي اكتسب شعبية من خلال العروض الصغيرة رغم نظام الرقابة الصارم في الصين.

ولفت المحلل السياسي المستقل وو تشيانغ الذي يعيش في بكين إلى أن “الكوميديا الارتجالية كانت آخر ملاذ يستطيع فيه الناس الاستمتاع بتعليقات مسلّية عن الحياة العامة. بعد ما حدث، ستبدأ مساحة الكوميديا الارتجالية وحرية التعبير بوجه عام تتقلّص حتماً”.

ولم يرد المكتب الإعلامي لمجلس الدولة، الذي يتعامل مع استفسارات وسائل الإعلام نيابة عن الحكومة، على طلب من “رويترز” للتعليق.

ولقيت العروض الكوميدية رواجاً في الصين خلال جائحة كورونا حيث قضى الناس وقتاً أطول داخل منازلهم وهم يشاهدونها. وأكثر هذه العروض شعبية كان عرضاً أنتجته شركة شاو جواو كالتشر ميديا، الشركة التي كانت مركز الضجة الحالية.

وقالت ممثلة كوميدية صينية مقيمة في الولايات المتحدة رفضت ذكر اسمها الحقيقي “أخشى أن يؤدي هذا إلى قمع الصناعة بأكملها”.

وأضافت “الكوميديا الارتجالية تسمح لنا بالشعور بالسعادة وإن كانت بمقدار ضئيل وسط المعاناة. ولهذا أعتقد أنه يجب علينا محاولة القيام بشيء لمقاومة القمع. إذا لم نفعل أي شيء، فلن يكون لدينا حتى حرية إلقاء النكات في المستقبل”.

وذكر ممثل كوميدي مقيم في بكين، رفض الكشف عن هويته، أن السلطات ألغت عدداً من عروضه في أعقاب تلك الواقعة وعبّر عن خوفه على مستقبل الكوميديا الارتجالية.

وذاع صيت الممثل الكوميدي لي عندما نشر أحد الأشخاص وصفاً لمزحة ألقاها في عرض أقيم في 13 أيار (مايو) وينظر إليها على أنها مهينة للجيش الصيني.

وأوضحت شرطة بكين على حسابها على موقع ويبو أنها تحقّق مع لي.

وفرض مكتب الثقافة والسياحة في بكين غرامة قدرها 14.7 مليون يوان (2.13 مليون دولار) على شركة شاو جواو ومنعها من استضافة أي عروض في بكين وشنغهاي.

وقال المكتب “لن نسمح أبداً لأي شركة أو فرد باستخدام العاصمة الصينية مسرحاً للتشهير المتعمّد لصورة جيش التحرير الشعبي المجيدة”.

وألغت شركات كوميديا أخرى عروضاً كان من المقرّر عرضها من دون أن تقدّم سبباً.

ولم يرد لي الذي اعتذر عن المزحة على طلبات من “رويترز” للتعليق.

وكالات

مقالات ذات صلة