زيارة جنبلاط إلى باريس: فرنجية مرفوض!
حركة مكوكية يقودها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط منذ شهر، أوفد خلالها النائبين تيمور جنبلاط ووائل أبو فاعور إلى السعودية، وزار برفقة النائب هادي أبو الحسن الكويت، وتوّج الجولة الخارجية بزيارة إلى فرنسا، برفقة النائبين مروان حمادة وأبو فاعور، وكان محورها الاستحقاق الرئاسي وتأثير التقارب السعودي – الإيراني على لبنان.
جولة جنبلاط الخارجية جاءت بعد فشل المبادرة الداخلية التي أطلقها بعد لقائه وفد “حزب الله” مرّتين، والنائب جبران باسيل مرّتين أيضاً، لكنه انطلق منها إلى العواصم الثلاث، حاملاً الأفكار نفسها التي تتمحور حول وجوب التوجّه نحو خيار ثالث غير ميشال معوّض وسليمان فرنجية، خصوصاً وأن الأخير يمثّل تحدياً للفريق السيادي. وكان قد طرح جنبلاط أسماء، من بينها الوزير السابق جهاد أزعور وشبلي ملاط.
مصادر “التقدمي” تكشف عبر “النهار” الهدف الأساسي من جولة جنبلاط، وتحديداً الزيارة إلى فرنسا، وتقول إنه “نقل وجهة نظر لبنانية تتحدّث عن صعوبة وصول فرنجية إلى سدّة الرئاسة، لأنه محسوب على طرف، والإصرار عليه سيُبقي البلاد في حالة من الانقسام والفراغ، خصوصاً في ظل رفض القوى المسيحية الأساسية له”.
وتلفت إلى أن جنبلاط “تمنّى أمام الفرنسيين تحقيق توافقٍ حول شخصية أخرى وسطية، ذات طابع مالي – اقتصادي، إلّا أنّه لم يتبلّغ من الفرنسيين أي موقف حاسم في هذا السياق، علماً أن فرنسا لم تتخذ القرار النهائي”، وهنا، تُشير المصادر نفسها إلى أن “فرنسا تعمل على الملف اللبناني بتكليف وتنسيق مع الأميركيين والسعوديين، ليس عكس توجهاتهم”.
ورداً على أجواء سياسية تحدّثت عن استدعاء فرنجية إلى باريس لإبلاغه وقف دعمه في السباق الرئاسي، بعدما نقل جنبلاط هذه الأجواء الرافضة له في لبنان إلى فرنسا، قالت مصادر “التقدمي”: “لا معلومات دقيقة حول هذا الموضوع، قد يكون صحيحاً استنتاج فرنسا عدم قدرة وصول فرنجية إلى بعبدا نتيجة المعارضة الواسعة التي يواجهها، لكن لا نقول إن جنبلاط “شوّش” على فرنجية، وعلى المقلب الآخر، ثمّة معلومات تتحدّث عن استدعاء فرنجية للحصول على ضمانات رئاسية، وبالتالي ثمّة تضارب بانتظار نتائج الزيارة التي يقوم بها رئيس تيار “المردة” اليوم الجمعة”.
أما وبالنسبة إلى الجولة الخليجية، وبشكل خاص الكويت، تكشف مصادر أخرى مطلعة على أجواء جنبلاط عن “عتب” كويتي وخيبة أمل من لبنان، بعدما أفشلت السلطة السياسية المبادرة الكويتية التي انطلقت قبل سنة ونيّف، ولم تتلقفها الأطراف اللبنانية المعنية بها بشكل مباشر”، وتقول المصادر إن “الكويت تعمل بالتنسيق مع السعودية في ما يتعلّق بلبنان، وهي مستعدة لدعم لبنان متى التزم ببنود المبادرة”.