بعد «جرّة فرنجية مكسورة»… هل هناك «خطة ب» لقوى 8 آذار؟
صحيح أن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لم يسمّ النائب جبران باسيل بكلامه الأخير، الذي صدر خلال لقاء مع المبلغين وأئمة المساجد في بيروت، لكن من يتابع السياسة في لبنان، يعلم بأن كلام قاسم هدفه «تكذيب» ادعاء رئيس «التيار الوطني الحر» الذي قال ان الحزب وعده بأن لا يسير بمرشح رئاسي لا يوافق عليه هو.
كان موقف قاسم واضحاً عندما قال: «نحن لم نلتزم مع أحد بتسميةٍ خلال كل فترة الحديث عن الرئاسة، وفي مرحلةً أخرى مرّت كنا قد حسمنا خيارنا من دون إعلان الاسم، ثم جاءت مرحلة ثالثة تمَّ فيها الإعلان من خلال الأمين العام للحزب حسن نصرالله، وفي كل هذه المراحل الثلاث، لم نَعِدْ أحداً بأن يكون موقفنا مرتبطاً بموقفه أو بتسميته أو بآرائه أو بقناعاته».
كُسرت الجرة الرئاسية بين حزب الله والتيار الوطني الحر، ولو أن الطرفين يحاولان قدر المستطاع بحسب المعلومات، التخفيف من حدة الإحتقان الشعبي على وسائل التواصل الإجتماعي، لكن بالسياسة لم يعد بالإمكان الالتقاء بينهما على ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية.
في مرحلة اولى، كان يؤمن حزب الله بإمكان تحقيق التقارب بين باسيل وفرنجية، وجذب رئيس «التيار الوطني الحر» الى المحور الداعم لفرنجية، مقابل الضمانات السياسية التي كان حزب الله يشدد على كونه الضامن لها، لكن اصرار باسيل على الرفض أدى لفشل هذه المرحلة، فانتقل الحزب بعدها الى المرحلة الثانية التي تقول بإمكان إقناع باسيل بتأمين النصاب لانتخاب فرنجية، مع ترك الحرية لأعضاء التكتل بالتصويت.
تُشير مصادر سياسية متابعة، الى أن هذه المرحلة وصلت الى خواتيمها الحزينة، إذ لا يبدو أن التيار بصدد السير بتأمين النصاب لانتخــاب فرنجــية، ناهيك بترك الحرية لأعضاء التكتل بالتصويت، وهو ما قد يكون أسهل من الخطوة الأولى، ولا شك أن كلام باسيل عن «وعود» الحزب له، ورد الشيخ نعيم قاسم عليه، يؤكدان أن التباعد الرئاسي بين الطرفين أكبر من أن يُحل، وهنا الحديث دائماً عن الخطة «أ» التي يسير عليها حزب الله والفريق السياسي الذي ينتمي إليه، وعنوانها ترشيح سليمان فرنجية.
الوصول الى الطرق المسدودة بين حلفاء الأمس، خصوم اليوم، يجعل السؤال عن مصير الاستحقاق الرئاسي أمراً ضرورياً، فهل يتمسك فريق 8 آذار بالخطة «أ» الى ما لا نهاية؟
منذ أيام، بدأت باريس مقاربة جديدة للاستحقاق الرئاسي، بعد فشل خطتها الأساسية التي تقوم على المقايضة بين الرئاسة الاولى والرئاسة الثالثة، وبدأت تقترب شيئاً فشيئاً من المقاربة السعودية للاستحقاق، لكنها لم تتخلّ بعد عن دعم فرنجية، تماماً كما تفعل روسيا التي كانت السباقة بإعلان دعمها لفرنجية منذ العام 2016، لكن تقارب وجهات النظر حالياً بين الفرنسي والسعودي، قد يكون مؤشراً لمرحلة جديدة من المفاوضات بدأت بالخارج، ولا بد أن تُواكب بالداخل عبر طروحات جديدة.
مصادر قوى 8 آذار تؤكد التمسك بالخطة الأساسية القاضية بترشيح فرنجية، وتؤكد أن لا خطة «ب» بعد لهذ الفريق، لكنها تُشير الى أن الانتظار لن يكون الى ما لا نهاية، فالبلد لا يحتمل، مشددة على أن السعي اليوم هو لإيصال رئيس «تيار المردة»، وعندما نفشل يكون لكل حادث حديث.
لا تزال قوى 8 آذار ترفض الإقرار باحتمال السير بخطة بديلة أو اسم ثان، لكن المطلعين على المسار الرئاسي يؤكدون أن حظوظ فرنجية لم ترتفع ولم تنخفض، ولا تزال حظوظ وصوله متساوية مع احتمالات فشله بالوصول الى بعبدا، لأن الأساس هو أن التسوية لم تطرق الملف اللبناني بعد، وما بعد شهر رمضان، كلام آخر.
محمد علوش- الديار