تأجيل التوقيت الصيفي في رمضان يثير بلبلة في رحلات الطيران ويتخذ منحى طائفياً!
أثار قرار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي المفاجئ بتأجيل التوقيت الصيفي ارباكاً وبلبلة في لبنان جعل البعض يصف الامر بأنه آخر عجائب المنظومة ويقول “ابتسم أنت في لبنان العصفورية”. وقد دفع قرار التأجيل غير المتوقع بشركة طيران الشرق الاوسط MEA إلى إصدار بيان تعلن فيه تقديم مواعيد إقلاع كل الرحلات المغادرة من مطار رفيق الحريري الدولي ساعة واحدة بدءاً من منتصف ليل 25 -26 آذار/مارس لغاية منتصف ليل 20-21 نيسان/إبريل وفقاً لما جاء في مذكرة رئاسة مجلس الوزراء لناحية عدم تطبيق القرار بتقديم الساعة ساعة واحدة.
وانتشر فيديو يظهر رئيس مجلس النواب نبيه بري في خلال لقائه الرئيس ميقاتي يطلب منه الابقاء على التوقيت الشتوي ويقول له “بدلا ما تكون الساعة 7 لتبقى الساعة 6 من هلق تيخلص رمضان مشيلون ياها”، وسُمع ميقاتي يجيب “كنت قدّمت بهيك اقتراح وسألوك وقالولي قلتلهم لا… إنما هلق ما بتنعمل في طيران ودنيا ومشاكل”.
ومن وجوه البلبلة التي يثيرها قرار تأجيل التوقيت الصيفي خلافاً لقرار مجلس الوزراء السابق هو تداعياته على الهواتف والكومبيوترات التي يتبدّل توقيتها تلقائياً تماشياً مع التوقيت العالمي، الامر الذي دفع شركات الاتصالات للعمل على معالجة مسألة تعديل فَرق الوقت. وقد رأى بعضهم أنه “بات لدينا في لبنان أكثر من توقيت: توقيت الميدل إيست وتوقيت بري وتوقيت التلفون، وبات لدينا أكثر من سعر صرف بين دولار ولولار وليرة وبيرة، وكهرباء دولة وكهرباء موتور ومياه دولة ومياه صهريج”.
وتعليقاً على هذا التأجيل، سألت قناة LBCI “لمّ العجب؟ ألم يصبح التمديد جزءاً من ثقافتنا السياسية؟ كأن المشاكل في لبنان حلت كلها ولم يبق سوى مشكلة التوقيت، لكن فات المسؤولين أن ساعة لا تقدم أو تؤخر، فسنوات “بأمها وأبيها” تضيع من عمر الوطن والمواطن،” ليش هيي وقفت على ساعة؟”. أما قناة “الجديد” فقالت “عندما يتفق نبيه بري ونجيب ميقاتي يتوقف الزمن، وتهرب عقاربه من لسعة صيفية، ويعود رئيس الحكومة إلى أصل العائلة ومواقيتها ليستخدمها كصلاحية لمرة واحدة في شهر رمضان طلب رئيس المجلس… وبسطرين اثنين جمّد الرئيسان الساعة الشتوية فلعبا على شراء ساعة زمن”.
في مواقف السياسيين، اعتبر عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب مروان حمادة أن “في قرار التأجيل المزيد من المزاح في إدارة الدولة”، وقال “للصيام قواعد لم تكن خاضعة لهذه البهلونيات”.
غير أن التأجيل أخذ منحى طائفياً لدى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ونواب التيار، فقد غرّد باسيل على “تويتر” قائلاً “قصة الساعة ما بتنقبل ومعبّرة كتير بمعانيها… ما بيجوز السكوت عنها لحدّ التفكير بالطعن فيها او بعصيانها”.
ووصف النائب العوني سيزار ابي خليل القرار بـ”الفضيحة من النوع الذي يُسقِط حكومات بأنظمة بتحترم حالها”.
وكتب أحد الكوادر في التيار الوطني الحر بسام الترك “بدو يقنعنا الرئيس بري بانتخابات نيابية عأساس لبنان دائرة واحدة خارج القيد الطائفي، لما هو بدو يغيّر التوقيت الصيفي ليصوم ساعة بالناقص والصوم مرتبط بشروق وغياب الشمس مش بالساعة”.
ودوّنت نجاة وهبه “عنا بالكانتون المسيحي رح نمشي بالتوقيت الصيفي مش ملتزمين بقرار ميقاتي”. فيما سأل سواها عن مغزى اعتماد ليل الخميس الجمعة في 20 و21 نيسان لاعتماد التوقيت الصيفي وليس ليل السبت الاحد كما درجت العادة.
في المقابل، استهجن ناشطون ما سبق من تعليقات ورأوا أنها تعبّر عن “هستيريا طائفية، وتكشف عن وجوه سوداء وأفكار حاقدة وتحريض مقيت” بحسب ما أكد الصحافي غسان ريفي الذي قال “من حق أي كان الاعتراض على تأخير اعتماد التوقيت الصيفي لكن أحداً لا يمتلك أن يستخدمه للنفخ في بوق الفتنة الطائفية”.
وعلّق الصحافي محمد بركات “مش المشكلة أي ساعة بيفطروا بلبنان… المشكلة شو رح يفطروا؟ اللبنانيين جوعانين قبل الساعة ستة وبعد السبعة وقبل رمضان وبعدو”.
يبقى أن هذا القرار على بساطته شكّل في بلد كلبنان تسوده الانقسامات السياسية والطائفية موضوعاً اشكالياً جديداً ودليلاً على تحلّل الدولة ومنطق المؤسسات.
القدس العربي