تأخير الساعة..المسيحيون يتحسسون خطأ “الخروج الطوعي” من الحكم!

لا يُفسَّر الاصطفاف المسيحي ضد تأجيل البدء بالتوقيت الصيفي في لبنان، على أنه محض اعتراض على الإرباك الذي قد تتسبب فيه خطوة من هذا النوع لشركات الطيران أو شركات الاتصالات، أو حتى المواطنين..

جبران باسيل

قصة الساعة ما بتنقبل ومعبّرة كتير بمعانيها … ما بيجوز السكوت عنها لحدّ التفكير بالطعن فيها او بعصيانها. GB

نديم الجميل

قرار امين عام مجلس الوزراء بتأجيل تقديم الساعة بهذه الطريقة العشوائية دون الاخذ بعين الاعتبار اي من التأثيرات السلبية، غير مقبول، خاصة نظراً لما قد يسببه من تداعيات على ابسط الامور مثل الهواتف والكمبيوتر، وصولاً لدوامات العمل، والطيران…

ومن الصعب التصديق بأن نائباً سابقاً في التيار لم تقنعه التوضيحات بأن المسلمين سيصومون عدد الساعات نفسه، سواء تم تأجيل الساعة أم لا، وبقي بعض جمهوره يصرّ على أن القادة المسلمين يتحايلون على دينهم..

الأرجح أن الرفض المسيحي للبيان الصادر عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ينطلق من دلالات مقطع فيديو بثته قناة “الجديد”، يظهر فيها الرئيسان المسلمان يقرران شأناً هامشياً وتفصيلياً وتقنياً، هو طلب رئيس البرلمان نبيه بري من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المضيّ بقرار يؤجّل البدء بالتوقيت الصيفي، خلال فترة شهر رمضان.

ورغم أنه قرار تفصيلي وهامشي ولا يؤثر في مسار البلاد اقتصاديا وسياسياً، يعطي الفيديو إشارة واضحة على أن القرارات في السلطة تُتخذ بمعزل عن المسيحيين. ثمة رئيسان مسلمان، واحد يطلب وآخر ينفذ، والاثنان على خلاف مع “التيار الوطني الحر” الرافض للمشاركة في جلسات الحكومة، ويمنع انعقادها بفعل مقاطعة وزرائه فيها، كما يرفض التيار، الى جانب القوى المسيحية الأخرى مثل “القوات اللبنانية” و”الكتائب”، عقد مجلس النواب لجلسات تشريعية في ظل الشغور الرئاسي.

يعطي الفيديو فكرة عن أن أمور البلد اليومية، الخاضعة لنطاق تصريف الأعمال، تسير بمعزل عن المقاطعة المسيحية، وبأن المسيحيين أنفسهم يتحملون مسؤولية الخروج الطوعي من السلطة، ومقاطعتها، والابتعاد عن آليات اتخاذ القرارات التنفيذية حتى في أمور تصريف الاعمال الضيقة، مرة بسبب المقاطعة، ومرة أخرى بسبب الخلافات المسيحية التي تمنع الاتفاق على اسم واحد لرئاسة الجمهورية.

ولعل هذه الخلفية، هي الدافع الأبرز لتحويل قضية هامشية الى مسألة طائفية، تبرر الاتهامات بأن المسلمين “يتحايلون على دينهم”، أو “ينوون الصيام ساعة أقل مما هو مفروض عليهم”، ومنح قضية تغيير المواقيت بُعداً وطنياً اقتصادياً ومالياً، رغم السخرية السنوية من تلك القرارات، بالنظر الى أن لبنان ليس بلداً صناعياً، ولا يحتاج الى تغيير لمواقيته ليراعي مسأل شروق الشمس وغروبها، والحصول على أكبر قدر من الضوء لزيادة ساعات العمل، كما ورد في مقطع من إحدى مسرحيات الفنان زياد الرحباني يتكرر سنوياً.

اصطف المسيحيون ضد القرار، بينهم نواب وقيادات “التيار الوطني الحر” والنائب نديم الجميل، وناشطون بارزون في مواقع التواصل.. وفي المقابل، سخر المسلمون من هجوم باسيل وتحوله بالنضال من مواجهة النظام، الى مواجهة تغيير الساعة، كما قال مغردون.

المدن

مقالات ذات صلة