عن “فخامة الرّئيس” الذي سيحكُمه الجميع!

ينتظر اللبنانيون انتخاب رئيس للجمهورية يحكمهم. ولكن رئيسهم هذا ستحكمه إيران، وما تبقّى من سوريا، والسعودية، ودول مجلس التعاون الخليجي عموماً، والولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، والإتحاد الأوروبي عموماً، وروسيا، والصين، و”صندوق النّقد الدولي”، و”البنك الدولي”، والمؤسّسات المالية العربية والدولية، ودول مجموعة “بريكس، ودول منظمة “شانغهاي للتعاون”، وأسماك البحار، وطيور السماء، والتقلّبات الجويّة، ومفاعيل التغيّر المناخي، والزلازل، والبراكين العالميّة، والأوبئة، والمجاعات، والأزمات الغذائية، والمائية، وغيرها، وغيرها، وغيرها، و… واللائحة تطول… فقط لا غير.

دهليز
وفي انتظار الرئيس المُنتَظَر، وحكومته العظيمة الرّهيبة، نتمايل على حبال يومياتنا اللبنانية.
فبعض اللبنانيين يتأسّفون على “التكسير” بالبلد، أي انهم يحتجّون على الحديث الدائم عن الانهيارات اللبنانية اليوميّة، ويعتبرون أن ذلك “يشوّه” صورة لبنان. ولكن الحقيقة هي في أن تلك الفئة لا تهتمّ بسمعة لبنان بحدّ ذاته، بل هي لا تشعر بالأزمة، ولا بهَوْلها. أما بعضهم الآخر، فيُثبت أن لبنان القديم انتهى، لصالح جديد لم يبدأ بَعْد.

وبين أصحاب الطرح الأول والثاني، يوميّات تمرّ بانتظار انتخاب رئيس، وتشكيل حكومة تلوّن المشهد بمساحيق تجميل إصلاحات زيادة الضرائب. والدّهليز يكبر، ويطول.

اجتماعات حكوميّة
شدّد مصدر سياسي على “أننا نمرّ بظروف طارئة، لا يُمكن انتظار ما هو أقسى منها، وهي تستوجب وجود حكومة تجتمع، وتتّخذ قرارات سريعة. من الأفضل أن تكون الحكومة أصيلة طبعاً، بينما لا مدخل مُتاحاً لمثل هذا النوع من الحكومات إلا بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية. ولكن رغم ذلك، فإن الضّرورات تُبيح المحظورات، ويتوجّب على الحكومة الحاليّة أن تجتمع لاتّخاذ قرار في شأن الكثير من الظروف التي لا تُحتَمَل أكثر”.

وأكد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أن “بعض الاجتماعات الحكومية السريعة في مثل تلك الظروف، والمحدودة، والمضبوطة بالشؤون المعيشيّة حصراً، باتت ضرورة، وإلا فليرحل كل وزراء حكومة تصريف الأعمال الحاليّة الى منازلهم، وليُوقفوا أنشطة الاحتفال، والافتتاح، والأسفار، والاستقبال…”.

خطوة ممتازة
وأشار المصدر الى أن “مشهد الاحتجاجات في الطُّرُق، والمواجهة بين العسكريين المتقاعدين وأولئك الذين هم في الخدمة الفعلية، يعود الى سبب أساسي، وهو الدولة اللبنانية بقطاعها العام الفضفاض بمستوياته المختلفة، على مرّ السنوات والعقود الماضية، والذي كلّف المليارات والمليارات من الهدر على رواتب وتعويضات، أوصلت الى الإفلاس العام الذي يُعاني منه الجميع حالياً”.

وأضاف: “صحيح أن من يتألّم فعلياً من الوضع المعيشي الحالي لا يُمكنه أن يُدافع عن السلطة الحالية الحاكمة. ولكن ماذا يُمكن لعنصر الجيش أو قوى الأمن أن يفعل، سوى الطاعة والخضوع للأوامر التي يتلقّاها، خصوصاً بعد زيادة المساعدات الغذائية والطبيّة لهم خلال الأشهر الماضية، مع توفير مبلغ مالي شهري بالدولار “الفريش”، الذي مهما كان قليلاً، إلا أنه انعكس إيجابياً على وقف عمليات التسرُّب من المؤسّسات الأمنية والعسكرية منذ مدّة”.

وختم: “لا حلول جديّة إلا بعد الانتهاء من الاستحقاق الرئاسي، وتشكيل حكومة جديدة. ولكن من المهمّ أيضاً زيادة الوعي لدى مختلف الشرائح الاجتماعية في لبنان. فعلى سبيل المثال، قام المتظاهرون بخطوة ممتازة أمس، عندما طردوا بعض الشخصيات والنواب، ومنعوهم من المشاركة بتحرّكهم، وذلك رغم أن تلك الشخصيات ترفع شعار الإصلاح، ومكافحة الفساد في العادة. فقد آن الأوان لإفساح المجال أمام تغيير حقيقي، يُنهي المرحلة السابقة التي قامت على الشعبويّين”.

مقالات ذات صلة