محللون: خبرات الجيل الجديد في حزب الله لا تؤهله لحرب طويلة
أكد خبراء أن ميليشيا وبعد فقدانها للهرم القيادي بسبب استهدافه من قبل إسرائيل، أصبح في موقف سيئ من الناحية العسكرية والإستراتيجية.
وأشار الخبراء إلى أن الجيل الجديد الذي سيتولى القيادة لا خبرة لديه مقارنة مع حنكة القيادات التي تمت تصفيتها، وهذا ما سيجعل من الصعب عليه الاستمرار ف يحرب طويلة، وهو الدافع الأساس الذي جعل الحزب يقبل التسوية السياسية.
وقال المحلل الإستراتيجي يحيى محمد علي، إن حزب الله وبعد سلسلة الاغتيالات التي طالت قياداته سيفقد جزءًا كبيرًا من قوته ومعها السيطرة على الأرض والقيادة العملية للعمليات العسكرية.
وأضاف علي أنه “مع استهداف محمد الملقب “أبو علي” الذي يعدُّ القائد الأعلى للحزب في الوقت الحالي إلى جانب هيثم الطبطبائي، فالأمر أصبح متروكًا للقادة الموجودين على الأرض للتصرف حسب الأوضاع الميدانية”.
وتابع: “هذا الأمر قد ينجح فقط بالمواجهات الدائرة على الأرض، إما عمليات إطلاق الصواريخ والأهداف التي يجب تحديدها وعمليات التنسيق الإستراتيجية ستكون ضعيفة من دون رأس مدبر يأخذ القرارات المبنية على الواقعين العسكري والسياسي”.
وأردف لـ”إرم نيوز” أن “حزب الله أصبح في ورطة فعلية، خاصة أن قائمة الاغتيالات شملت تقريبًا جميع القادة المؤسسين للحزب الذين كانوا يتمتعون بكاريزما قيادية اكتسبوها طيلة العقود الأربعة السابقة”.
وعدَّ أنه “من المؤكد أن القادة الجدد سيكونون من الجيل الجديد الأقل خبرة وحنكة مقارنة مع من تمت تصفيتهم، كما أنهم لن يكونوا على استعداد لمواجهة المرحلة المقبلة التي تحتاج للكثير من التخطيط الإستراتيجي لإعادة بناء القدرات العسكرية والسياسية”.
وأشار المحلل الإستراتيجي إلى أن “حزب الله وحتى لو حاول إظهار نفسه بصورة القوي الذي استطاع امتصاص الاغتيالات المتتالية، إلا أنه من المؤكد أن الحالة المعنوية لعناصره أصبحت في الحضيض كون من تم اغتيالهم كانوا يحظون باحترام كبير لدى الأجيال المتتالية للحزب بسبب الهالة الكبيرة التي كانت تحيط بهم”.
بدوره، قال فتحي السيد الباحث المتخصص بالشأن الإيراني إنه لو صحت المعلومات المتعلقة باغتيال محمد حيدر فإن حزب الله فقد ركنًا أساسيًّا من مجلسه الجهادي الأعلى.
وأضاف السيد: “لم يتبق من المجلس حاليًّا إلا الشيخ نعيم قاسم الأمين العام وطلال حمية رئيس الوحدة 900 المسؤول عن العمليات الخارجية، بالإضافة إلى خضر يوسف نادر رئيس دائرة الأمن الداخلي”.
وتابع لـ”إرم نيوز” أنه “بالنظر لاختصاصات من تبقى بالمجلس نجد أن الأمين العام سياسي، بينما حمية لا يتدخل بالعمليات الداخلية، أما نادر فيعاني انعدام الثقة بعد الاختراقات التي تعرض لها الحزب، ما أدى إلى الاغتيالات التي طالت قادته، وبالتالي فإن الحزب فقد قدرته على التخطيط السريع والتعامل مع مجريات الأحداث العسكرية لعدم وجود قيادات تتولى هذه المهمة”.
وأشار إلى أن خسارة الحزب لقائد من الصف الأول كمحمد حيدر، في حال تأكد مصيره، ستكون لها آثار سلبية على الحزب هيكليًّا وقياديًّا وصولًا إلى العناصر المنتشرة على الجبهات والقاعدة الشعبية.
وبين أن الحزب ورغم عقيدته الأساسية، فإنه كان يعتمد كثيرًا على التماسك المناطقي، إذ كان لكل قائد تأثيره الكبير على أبناء منطقته، إن كان لاستقطاب العناصر أم لتوسيع القاعدة الشعبية.
ولفت إلى أن “ما تبقى لحزب الله في الوقت الحالي هو عقيدته الأساسية المبنية على مبدأ الطاعة للولي الفقيه، فلولا هذه العقيدة الدينية الطائفية لكان الحزب قد تفكك فعليًّا ورأينا الانقسامات تضرب صفوفه، ولفت إلى أن هذه العقيدة مكنته من التماسك والحفاظ على بيروقراطية تمكن القادة الجدد من تسلم مهامهم بشكل سلس”.
ووفق الخبير السياسي، فإن حزب الله ورغم قاعدته الهرمية القوية التي كان يمتلكها، فإنه كان يعتمد أيضًا على الخلايا بشكل يشبه إلى حد بعيد القيادة اللامركزية، أي أن كل خلية تستطيع التحرك والتدخل والتصرف طبقًا لمجريات المعركة.
وأردف: “هذا الأمر قد ينجح لفترة صغيرة، وإذا استمرت الحرب لفترة أطول فقد نرى انهيارًا لهذه المنظومة؛ بسبب غياب القيادة الحقيقية بالإضافة إلى ضعف الدعم اللوجستي”.
وختم: “الحزب لا بد له من الموافقة على إطلاق النار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بنيته العسكرية حاليًّا والسياسية لاحقًا، وربما هذا ما يفسر قبول الحزب بورقة التفاهم الأمريكية مع تحفظه على بعض النقاط في محاولة منه الهروب إلى الأمام”.
erem news