“دبي للثقافة” تدعو الفنانين للترشح لإنجاز عمل تركيبي تاريخي
تواصل الدعوة المفتوحة “لمة – معا”، التي أطلقتها هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة” بالتعاون مع “مؤسسة السركال للفنون”، قبول الترشحات لتنفيذ عمل فني تركيبي جديد في “حي الشندغة التاريخي”، وذلك إلى غاية شهر أبريل القادم.
وتأتي هذه الدعوة الموجهة للفنانين ضمن إستراتيجية “الفن في الأماكن العامة”، التي تتولى الهيئة تفعيلها بهدف تقديم تجارب فنية فريدة تعزز من مكانة دبي وريادتها وتثري هويتها الإبداعية وتسهم في تحويلها إلى معرض فني عالمي مفتوح ومتاح للجميع، كما تسعى الهيئة من خلال الدعوة إلى إبراز تراث الإمارة العريق وتاريخ المنطقة المحيطة بخور دبي.
ودعت “دبي للثقافة” و”السركال للفنون” كافة الفنانين والممارسين والمصممين والمهندسين المعماريين إلى تقديم اقتراحاتهم لفكرة عمل فني فريد يجسد تاريخ “حي الشندغة” والأحياء المحيطة بخور دبي سيكشف عنه رسميا في أكتوبر 2023.
وأكد الأكاديمي سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في “دبي للثقافة”، أن الفن العام يمثل عنصرا أساسيا في تعزيز قوة السياحة الثقافية في دبي ويساهم في إثراء هوية الإمارة الإبداعية؛ وقال “تواصل ‘دبي للثقافة‘ بالتعاون مع شركائها عملية تفعيل إستراتيجية ‘الفن في الأماكن العامة‘ وتحفيز أعضاء المجتمع الإبداعي للمساهمة في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارة وتمكين أصحاب المواهب من استثمار مخزون دبي الثقافي والتراثي في التعبير عن رؤاهم الفنية المبتكرة”. معبرا عن سعادته بالتعاون مع “السركال للفنون” في إطلاق الدعوة المفتوحة “لمة – معا” لتنفيذ عمل تركيبي ضخم في “حي الشندغة التاريخي”.
وأضاف أن “حي الشندغة التاريخي” يعتبر شاهدا على مراحل نشأة وتطور الإمارة حتى أصبحت مدينة عالمية، واختياره ليكون جزءا من خريطة توزيع “الفن في الأماكن العامة” يعكس ما يتمتع به من أهمية ومكانة مميزة في الذاكرة المجتمعية.
وقالت فيلما جوركوت المدير التنفيذي لـ”مبادرات السركال” إن نهج “السركال للفنون” يرتكز على المشاركة الجماعية لمكامن القيادة ومصادر التعلم حيث يتصدر الحوار المفتوح والتعاون طويل الأمد كافة شراكاتها المؤسسية، مؤكدة أهمية وقدرة الفن التشاركي على إعادة تقييم الموضوعات الحالية والدعوة إلى المشاركة النقدية البناءة ما يساهم في تكوين مساحة تمكينية قادرة على إحداث التحول الاجتماعي بكافة أنشطته. معربة عن تطلعها إلى التعاون مع “دبي للثقافة” لتحفيز المجتمعات في مناطق “القوز الإبداعية” و”الشندغة” و”حتا” التي تعد من أكثر المواقع ارتباطا بتاريخ دبي.
وستتولى الإشراف على تنفيذ العمل الفنانة التشكيلية الإماراتية والقيمة الفنية منيرة الصايغ التي دعت الفنانين والمصممين والمهندسين المعماريين إلى اقتراح مشروع يتعامل بعمق مع التواريخ والأحداث الزمنية المتعددة للأحياء المحيطة بخور دبي، كما دعت أيضا زوار الحي التاريخي وسكانه ومن يعملون فيه للانضمام والمساهمة بتقديم تصوراتهم الخاصة بالعمل واقتراح أفكار مبتكرة قادرة على تجسيد دور الفن في الأماكن العامة في إبراز التراث العمراني المحلي.
وقالت الصايغ “تعتبر مبادرة ‘الفن في الأماكن العامة‘ من أقوى أشكال الفنون لما تمتلكه من قدرة تعبيرية عالية عن الروايات والأفكار التي نحملها في ذاكرتنا الجماعية من أجل مستقبلنا المشترك”، منوهة إلى مساهمة إستراتيجية “الفن في الأماكن العامة” في إثراء المشهد الإبداعي المحلي بتجارب جديدة.
وتعتبر الدعوة المفتوحة “لمة – معا” جزءا من سلسلة تكليفات فنية ستقوم الهيئة و”السركال للفنون” بإطلاقها خلال الفترة المقبلة لتنفيذ أعمال فنية أخرى في منطقة “القوز الإبداعية” و”حتا” تهدف إلى إنشاء تركيبات مميزة ومبتكرة قادرة على التفاعل مع طبيعة دبي وأحيائها وتساهم في ازدهار الممارسات الفنية المحلية.
وفي هذا السياق ستتولى القيمة الفنية سمية فالي الشريك المؤسس لشركة الأبحاث التجريبية والهندسة المعمارية “كونترسبيس” مهمة الإشراف على تنفيذ العمل المخصص لـ”القوز الإبداعية” بحيث يعكس الماضي الصناعي والمستقبل الإبداعي للمنطقة.
أما في “حتا” فيتولى فيصل طبارة العميد المشارك والأستاذ المشارك في كلية العمارة والفنون والتصميم بالجامعة الأميركية في الشارقة الإشراف على معالجة المناظر الطبيعية والبحث عن تدخلات قادرة على إبراز الفنون وعلاقتها مع البيئة.
وسيكون تاريخ السادس عشر من أبريل 2023 موعدا نهائيا لتقديم العروض والمقترحات الخاصة بالدعوة المفتوحة “لمة – معا” التي يمكن لكافة المبدعين والفنانين الإماراتيين والمقيمين على أرض الدولة المشاركة فيها فيما ستقوم لجنة تحكيم تضم القيمة الفنية منيرة الصايغ ونخبة من خبراء الفنون باستلام الطلبات وفرزها تمهيدا لاختيار أفضل ثلاثة مقترحات رئيسية سيتم مشاركتها مع “دبي للثقافة” والإعلان عن المتأهلين إلى القائمة القصيرة في مايو 2023 وسيتم لاحقا دعوتهم للعمل مع القيمة الفنية وعقد محادثات وورش عمل ودراسات مختلفة تتعلق بالتاريخ الشفوي للمنطقة بهدف تطوير فكرة العمل الفني الذي سيعلن عن الفائز به في يونيو المقبل بينما سيكشف عن العمل رسميا في أكتوبر 2023.
يذكر أن “دبي للثقافة” تسعى من خلال تفعيل إستراتيجية “الفن في الأماكن العامة” إلى تمكين مجتمع القطاع الإبداعي في دبي عبر تعاونها مع مركز “تشكيل” و”آرت دبي” و”السركال للفنون” و”فن جميل” ومركز “عكاس للفنون البصرية” والتي ستتولى بدورها مهمة إطلاق الدعوات المفتوحة لكافة الفنانين للمشاركة في تقديم نماذج مختلفة للأعمال الفنية التركيبية الضخمة وسيتم توزيعها في كافة أرجاء دبي.
العرب