الامور ذاهبة نحو مزيد من التأزم: معوض مستمر بترشيحه لقطع الطريق على فرنجية!
يدرك النائب ميشال معوض ان ترشحه الى رئاسة الجمهورية دونه الكثير من الصعوبات خصوصا بعد الجلسات النيابية التي عقدت ولم تفض الى أي نتيجة إيجابية لا بل على العكس فإن اطالة أمد الشغور أظهر عدم جدية تجاهه في ظل المتغيرات التي طرأت وبدلت من مواقف الكتل الداعمة له.
أولى هذه المواقف كانت من كتلة اللقاء الديمقراطي التي كانت منسجمة مع نفسها عندما أيقنت أن ثمة استحالة لوصول معوض الذي تبلغ من بعض نوابها التوقف عن التصويت له، قبل أن يترجم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ذلك بطرح عدد من المرشحين المفترضين كتسوية في ظل تصلب المواقف من قبل التيارات السياسية المتناحرة.
ثاني هذه المواقف كانت من تكتل الجمهورية القوية التي ناقضت نفسها مرات عدة، إن لجهة تأكيدها على عدم ممانعتها إنتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون بالرغم من تبنيها ترشيح معوض، أو لجهة إعلانها التوجه نحو تعطيل نصاب الجلسات منعا لوصول مرشح الخصوم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بدل ان تعمل على حشد الاصوات لمرشحها لمقارعة المرشح المنافس على غرار ما كانت تطالب به عندما كانت تتهم الفريق الآخر بالتعطيل، وصولا الى تأكيد النائب فادي كرم ان ترشيح معوض لم يكن جديا بل هو مجرد إختبار قبل ان يتراجع عن موقفه بتغريدة، تقول المعلومات انه كتبها بضغط من قيادة القوات اللبنانية التي اكدت لمعوض في سلسلة اتصالات ان كلام كرم كان عبارة عن زلة لسان ليس أكثر.
توضيح القوات للنائب معوض لم يبدل من حقيقة عدم جدية تكتل الجمهورية القوية في دعم ترشيحه، وانه يضع في سلم اولوياته العمل على تأمين الظروف الملائمة لترشيح الدكتور سمير جعجع للرئاسة خصوصا انه منذ الجلسة النيابية الاولى ونوابه لا يتركون مناسبة الا ويؤكدون فيها على ان جعجع هو المرشح الطبيعي كونه الاكثر تمثيلا على الصعيد المسيحي.
والامر نفسه ينسحب على بعض نواب التغيير الذين اثبتت الوقائع انهم مخترقون سياسيا، وبالتالي فإن تصويتهم لمعوض كان بدلا عن ضائع الى حين اتخاذ الملف الرئاسي منحى جديا سواء لمصلحة فرنجية او لمصلحة قائد الجيش، أو مرشح تسوية يتم التوافق عليه، في وقت يبدو فيه حزب الكتائب حتى الآن جديا في دعم معوض مع بعض النواب المستقلين.
وفي هذا الاطار، تشير المعلومات الى أن اتصالات جرت بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل والنائب معوض الذي لم يأخذها على محمل الجد انطلاقا من قناعته بأن باسيل يحاول استخدام الاتصالات معه لابتزاز حزب الله المتمسك بدعم ترشيح فرنجية وانه في النهاية لن يتبنى ترشيحه بشكل جدي كونه ليس من مصلحته كسر الجرة نهائيا مع الحزب.
أمام هذا الواقع، تشير مصادر مواكبة انه بالرغم من هذا التناقض في مواقف الجهات التي تعلن دعمها لمعوض فإن الاخير ما يزال متمسكا بترشيحه للرئاسة إنطلاقا من قناعته بانه “يمثل مشروعا سياديا”.
وتقول هذه المصادر إن معوض يتوافق مع حلفائه على ضرورة عدم السماح لفريق الممانعة بايصال مرشحه من خلال تعطيل نصاب الجلسات وهو لم يخف اللجوء إليه مع حلفائه، ولو ادى ذلك الى قطع الطريق على نفسه، لمنع فرنجية من الوصول، وفتحها امام مرشح ثالث.
وتؤكد المصادر ان هذا السلوك السياسي سيطيل من أمد الشغور الرئاسي ما قد يعرض لبنان لخسارة فرصة الاستفادة من التفاهمات الاقليمية التي توجت بالتلاقي السعودي الايراني، وبالتالي فإن الامور ذاهبة نحو مزيد من التأزم المعطوف على الانهيار الاقتصادي والمالي الشامل.
غسان ريفي- سفير الشمال