لماذا لم يعلن سليمان فرنجية ترشيحه بعد… هل يتكرر مشهد الجد مع الحفيد؟
هدات على الجبهة القضائية انتظارا لجولة جديدة الاسبوع القادم، خلافا لجنون الدولار الذي خرج عن كل الضوابط الموضوعة مطيحا بكل ما في طريقه على مدار ايام الاسبوع، اما سياسيا، فترقّبٌ لنتائج الاجتماع الفرنسي – السعودي، الذي قد “يوصي” باجتماع “خماسي باريس” لحسم خيارات الرد والانتقال الى التنفيذ، بعدما استنفذت كل المهل.
واضح من متابعة الاتصالات الجارية بين بيروت وعواصم القرار على اكثر من مستوى، تقاطع المصادر عند حالة الغموض والكتمان اللافتتين لمسار المشاورات الخارجية، حيث يحرص المشاركون على عدم تسريب اي معلومات، حفاظا على عدم “حرق” الطبخة التي انجزت والتي تحتاج الى تقديمها في اسرع وقت ممكن بعد انجاز الترتيبات، التي اقرت اكثر من جهة انها لن تمر دون “العصا” لمن “عصا”.
ووفقا للمصادر فان الرياض باتت اكثر ليونة، مع التوجه الفرنسي بالاقتراب اكثر من وجهة النظر الاميركية، الرافضة لاي مقايضات او مساومات، او تعديلات على ما سيطرح كحل، معتبرة ان المملكة العربية السعودية تميل الى اخراج ينطلق من طرح اسم المرشح للرئاسة لبنانيا ،على ان يتبناه المجتمع الدولي.
من هنا تدرج المصادر الدعوة التي وجهها البطريرك الماروني للنواب المسيحيين للمشاركة في “خلوة روحية وصلاة” في 5 نيسان في حريصا ، عله ينجح في احداث ثغرة في جدار الازمة القائمة، ليتمم بذلك الجزء اللبناني من السيناريو، في وقت حكي عن ان بعض النواب فوجىء بالدعوة التي بلغته عبر الاعلام، حيث ان اي اتصالات رسمية لم تحصل معهم.
ورات المصادر ان الصرح البطريركي بات على قناعة تامة، نتيجة اتصالات البطريرك الخارجية من ان لا مفر من ان الخطوة الاولى للخروج من الشغور يجب ان تكون لبنانية، لان العالم لن يبادر فيما اللبنانيون غير مكترثين لما وصلت اليه الامور، وهو ما دفع ببكركي الى درس خياراتها مع المعنيين في الفاتيكان الذي وضع لبنان على راس اهتماماته راهنا، لسببين بارزين: الاول،الحفاظ على الحضور المسيحي السياسي والاقتصادي والتربوي والاجتماعي الفاعل في هذا البلد،والثاني، الدور المؤثر للحضور المسيحي في الشرق الأوسط.
وختمت المصادر بالتحذير من بعض السياسات والسيناريوهات الشيطانية التي يتم الترويج لها من باب التهديد والوعيد للاوروبيين، بان عدم مبادرتهم للتعاون مع الجهات الفاعلة في لبنان، سيدفعهم يدفعون ثمن انفجار البلد، موجات نزوح غير شرعي، مشيرة نقلا عن اوساط في الايليزيه، ان امساك اوروبا من اليد التي تؤلمها لن ينفع، والابتزاز الذي سبق ان مورس مع انطلاق الثورة السورية لم يعد يجدي نفعا، فتلك الورقة سقطت كما سقطت ورقة الارهاب والجماعات الاصولية، وان اي تخط للخطوط الحمر سيجري التعامل معه بشدة.
انطلاقا من هنا، يبدو وفق المصادر، ان وضعية المراوحة السلبية الرئاسية ستستمر في الداخل، بما ان رهان القوى السياسية المحلية قائم على ربط الاستحقاق بالتطورات الاقليمية، وسط الدعوات الى الحوار للاتفاق، رغم ان المعركة حتى الساعة لم تتغير توازناتها، لسبب بسيط، يتمثل في عدم اعلان سليمان فرنجية ترشيح نفسه، رغم تبني الثنائي الشيعي له، وهي القطبة المخفية الاساسية التي لم تنجح محاولات فكفكتها حتى الساعة، رغم كل المواعيد التي ضربت.
العالمون يؤكدون ان فرنجية على بعد خطوة او اقل من الاعلان ،في انتظار جوجلة اخيرة للمواقف التي حملها اليه موفدوه الى الخارج، ووسطاؤه في الداخل، بعدما تبلغ من عين التينة ان اعلان الترشيح سيطلق صفارة عقد جلسة الانتخاب لتتواجه زغرتا – زغرتا على حلبة المجلس النيابي.
فهل يتكرر مشهد الجد مع الحفيد؟
ميشال نصر- الديار