لبنان دفع ثمن الصراعات… فهل يجني بدل التّفاهمات؟
تلوح في الافق الرئاسي المقفل على السلبية بعض الايجابية تعكسها مواقف القوى السياسية التي قد تفاجئ الجميع في اي لحظة سواء من الداخل او ربطا بالتطورات الاقليمية التي بدأت تلفحها الليونة والتبريد على اكثر من جبهة، واخرها جبهة اليمن وما شهدته من مقاربات بين القوى المتصادمة انتهت الى الاتفاق السعودي – الايراني، اضافة الى سواها من المؤشرات الخارجية التي ينبغي على اللبنانيين التمعن فيها مليا، ليس فقط لناحية ان الخارج لن يتدخل في المسار الرئاسي بل لناحية رفع سقف التحذير والتخويف من مصير مشؤوم سينتهي اليه الوضع في لبنان، اذا ما استمر الملف الرئاسي في دائرة التعطيل. وقد كان الاميركيون على ما ينقل زوار واشنطن الاكثر صراحة في تقدير ما قد يؤول اليه الوضع اللبناني بتأكيدهم على ان استمرار الحال في البلاد خارج مسار الانقاذ الذي يوجب المسارعة الى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تفي بالالتزمات الاصلاحية، سيؤدي بالتأكيد الى واقع مرير تستفحل فيه الازمات ما قد يضع لبنان امام خطر تفكك الدولة بالكامل.
عضو تكتل لبنان القوي النائب ادكار طرابلسي يقول لـ”المركزية”: “لبنان ليس جزيرة معزولة عن محيطه بل على العكس هو ساحة لكل ما يجري في الإقليم. ولطالما كان يدفع ثمن الصراعات ويجني ثمرة التفاهمات التي نتمنى ان يكون مشمولا اليوم بالاتفاق الذي امكن التوصل اليه بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية، اضافة لما يحكى عن تفاهمات لتبادل الاسرى بين واشنطن وطهران، والذي نتمنى ان يكون صحيحا. وبديهي القول ان من الضروري ان يلاقي اللبنانيون هذه المقاربات في المنطقة والعالم ليستفيدوا منها في حلحلة العقد التي تعتري الازمة اللبنانية”.
ولماذا لا تبادرون الى الحوار؟ يُجيب: “بالعكس نحن لم ندع بابا الا وطرقناه من اجل الحوار شرط ان يكون من الند للند، ولكن الرفض جاء من الاخرين. حتى اننا في هذا الاطار سلمنا الامور الى بكركي، اضافة الى اننا وسعنا مروحة التفاهم على رئيس الجمهورية المقبل واقترحنا اسماء خمسة مرشحين محتملين علّه يصار الى الاتفاق على واحد منهم وقد سلمنا هذه اللائحة الى كافة الفرقاء توفيرا لفرص النقاش حولها”.
وختم مؤكدا على لبننة الحل كون اللبنانيين ادرى بمشاكلهم، وهو ما يحضنا عليه الخارج المشغول بهمومه وازماته الحياتية والاقتصادية.