نصر الله رمى الكرة بملعب باسيل: هل يتلقّف “جبران” رسالة “السيد”؟
على عكس كثير من التحليلات التي تناولت مضمون خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله قبل حصوله، تبنى الحزب رسمياً دعم ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الى الرئاسة، والذي جاء ليؤكد أن خطوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لم تكن منفصلة عن واقع جديد بدأ في المسار الرئاسي، قد لا يعرف تفاصيله سوى بري والسيد نصرالله شخصياً.
في خطاب السيد نصر الله حيزّ واسع للعلاقة مع “التيار الوطني الحر”، خاصة بعد أن أصبح التواصل بين حزب الله والتيار تواصلاً اعلامياً علنياً، وهو ما كان يحاول حزب الله تفاديه طيلة السنوات الماضية، منذ بدء التفاهم حتى الأمس القريب، فبعد أن عدد السيد نصر الله الأسباب الموجبة لدعم فرنجية، يبدو أنه أبقى الباب مفتوحاً لعودة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى التفاهم، ولو أن التيار ومسؤوليه وجمهوره يتعاطون مع الحزب بطريقة جديدة كلياً.
منذ بداية الإعلان عن تبني ترشيح فرنجية، كان من الواضح أن الثنائي الشيعي يترك باباً لإمكانية العودة إلى التفاهم مع “التيار الوطني الحر”، الأمر الذي ظهر في البداية في مواقف بري، الذي تحدث عن “وقت” يمكن أن يُعطى لباسيل ليعود عن قراره بخصوص فرنجية، ولاحقاً في المواقف التي أطلقها السيد نصر الله، والتي كانت واضحة بحسب مصادر متابعة، انها تهدف لطرق باب باسيل.
هذا الأمر يعود بالدرجة الأولى إلى قناعة الثنائي الشيعي بأن إنتخاب فرنجية يحتاج إلى غطاء مسيحي من احدى الكتلتين المسيحيتين الاكبر، أي كتلة “لبنان القوي” وكتلة “الجمهورية القوية”، إن لم يكن ذلك على مستوى التصويت، فعلى مستوى حضور جلسة الإنتخاب على الأقل لتأمين النصاب الضروري، بالإضافة إلى أن هناك من يعتبر أن رئيس التيار النائب جبران باسيل في حال حُشر بين المرشحين الأساسيين، أي فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون، فمن الأسهل له الذهاب إلى تفاهم مع الأول بضمانة حزب الله، الذي كان سابقاً على استعداد لتقديم الضمانات السياسية لباسيل، ولا يزال على استعداده للدخول في تفاوض جدي وحاسم مع التيار بهذا الشأن، كما تكشف المصادر.
لا يُريد حزب الله خصومة التيار، ولو أنه يعتبر أن السهام التي اطلقت من التيار ومسؤوليه أصابت الحزب بالأذى، المعنوي على الأقل، حيث كان لافتاً بحسب المصادر هجوم تياريين معروفين ومقربين من باسيل على السيد نصر الله شخصياً، وتوجيه له الاتهامات وأحياناً اكثر من ذلك، لكن الحزب يُدرك أن مسألة الرئاسة تحتاج الى تفاهمات، ولا يزال يظن أن التفاهم مع التيار أسهل من التفاهم مع غيره على الساحة المسيحية.
هل يتلقّف باسيل رسالة نصر الله الضمنية للحوار والتفاهم؟ لا ترى المصادر إمكانية نجاح هذه الدعوة، لان التيار يعتبر أن الحوار يجب أن ينطلق من “عدم التمسك بمرشح للرئاسة”، لأن ذلك يعني أن طرفا يحاول إقناع الطرف الآخر بمرشحه، وهذا لا علاقة له بالتفاوض والحوار، لذلك فإن تبني الحزب رسمياً لمسألة ترشيح فرنجية تصعّب الحوار مع “التيار الوطني الحر” ولا تسهله، وهكذا ينظر التيار للموضوع، إلا أن المصادر تؤكد أن السياسة تُخاض بحسابات مختلفة، فعندما يجد طرف ما أن اليد ممدودة له يجب عليه أن يقيّم أسباب اليد الممدودة ، وماذا يمكن أن تقدّم قبل رفض ملاقاتها. فهل يمد باسيل يده أم يرفض؟
محمد علوش- الديار