طريق فرنجية إلى قصر بعبدا سالكة.. والتعويل على “تكويعة” رئيس اللقاء الديمقراطي!
بعدما أعلن الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، أمس، دعم ترشيح رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية لمنصب رئيس الجمهورية، الذي كان سبقه بأربعة أيّام رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي الإعلان عن أنّ فرنجية “مرشحنا” للرئاسة الأولى، بات ما بعد هذا الإعلان غير ما قبله، كما سيجعل المشهد السّياسي مختلفاً بالكامل في المرحلة المقبلة عن مرحلة الفراغ التي بدأت بعد انتهاء ولاية الرئيس السّابق ميشال عون في 31 تشرين الأوّل الماضي.
عمليّاً بات فرنجية مرشّحاً معلناً لرئاسة الجمهورية بعدما انتقل حلفاؤه من التواري “تكتيكياً” خلف الورقة البيضاء، إلى التصريح علانية عن دعمهم له، ما يعني أنّ الجلسة الـ12 المقبلة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد أن يحدد برّي موعداً لها، ستكون مفصلية بين نهاية الفراغ الرئاسي والتمهيد لانتخاب الرئيس العتيد.
وعليه، فإنّ فرنجية سيكون، أقلّه حسب الظاهر، في مواجهة مرشحين إثنين ينافسانه للوصول إلى الرئاسة الأولى، الأوّل النائب ميشال معوض والثاني قائد الجيش العماد جوزاف عون، إلّا أنّه يبدو من خلال “بوانتاج” أوّلي أنّ فرنجية يتقدّم عليهما؛ فمعوض الذي لم ينل أكثر من 43 صوتاً في جلسات الإنتخاب الـ11 السّابقة إستنزف كامل قدرته، وليس بمقدور أيّ مرشح آخر سواه تتبناه المعارضة الوصول إلى هذا الرقم نظراً للتباينات الكثيرة داخلها؛ أمّا قائد الجيش فيواجه “معضلة” عدم حصول تعديل دستوري يمهد لانتخابه، في حين أنّ بقية المرشحين الآخرين لا يملكون، حتى الآن، حظوظاً أفضل من حصولهم على بضعة أصوات لن تقدّم ولن تؤخّر في المعادلة شيئاً.
ما سبق يعني أنّ طريق الزعيم الزغرتاوي نحو قصر بعبدا قد باتت مفتوحة، لكنّ وصوله إلى كرسي الرئاسة الأولى ما تزال تحتاج إلى جهود أخرى، أبرزها تأمين النصاب الدستوري من أجل انعقاد جلسة الإنتخاب في دورتها الثانية، وهو 86 صوتاً، وهو نصاب يبدو حتى الآن مهدّداً من قوى المعارضة التي أعلنت بوضوح أنّها لن تؤمّن النصاب لانتخاب فرنجية وسوف تقاطع الدورة الثانية من جلسة الإنتخاب، بعدما تبين لها أنّها باتت عاجزة عن تأمين أصوات لمرشحها توازي أو تتفوق على أصوات فرنجية.
إلى ذلك يحتاج فوز فرنجية أيضاً إلى تأمين 65 صوتاً في دورة الإنتخابات الثانية، وهي أصوات ما يزال مصيرها حتى الآن ضبابياً، في ضوء إعلان التيّار الوطني الحرّ صراحة عدم قبوله إنتخاب فرنجية، ولو أنّه لمّح إلى إمكانية تأمينه نصاب الجلسة في دورتها الثانية، كذلك فإنّ التعويل على “تكويعة” رئيس اللقاء الديمقراطي وملاقاة حليفه، برّي، لانتخاب فرنجية بعد تخليه عن معوض، هو تعويل برغم أنّه ممكن فإنّه ما يزال ينتظر ظروفاً داخلية وخارجية لم تنضج بعد، ويحتاج إلى إتقان “لعبة الوقت” بالشّكل المناسب.
عبد الكافي الصمد- سفير الشمال