اللعبة انتقلت من تحت الطاولة الى فوقها: هكذا يقرأ فرنجية رسالة «الثنائي»!
إختلطت الأوراق الرئاسية مع مجاهرة الثنائي حركة «امل» و«حزب الله» باسم مرشحه، ولكنها لم تستقرّ بعد على ترتيب نهائي. ولعل المهم في هذا الصدد، انّ اللعبة انتقلت في بعض جوانبها، على الأقل، من تحت الطاولة الى فوقها.
تحركت المياه الراكدة بالحجر الذي رماه بدايةً رئيس مجلس النواب نبيه بري في بركة الاستحقاق الرئاسي، معيداً الى الداخل بعضاً من حيويته المفقودة في هذا الملف. وإذا كان حلفاء بري قد وجدوا في مقاربته العلنية لمعركة بعبدا نوعاً من «الدينامية الضرورية»، الا أن عددا من خصومه صنّفوها في خانة «الديناميت السياسي».
ولم يتأخر الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في ملاقاة رئيس المجلس النيابي بالاعلان صراحة ورسمياً عن دعم «المرشح الطبيعي» رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ما ينقل المبارزة الرئاسية الى طور جديد، يعكس تبدلاً واضحاً في قواعد اللعبة.
ولكن كيف يقرأ النائب طوني فرنجية رسالة الحليفين الشيعيين الى كل من يهمه الأمر؟
يقول النائب فرنجية لـ«الجمهورية»: انّ لدينا على المستوى الاستراتيجي مرشحا معروفا لدى الجميع هو سليمان فرنجية، أما على المستوى التكتيكي فنحن ننتظر اللحظة المناسبة للتصويت له، لأنّ ترشيحه ليس فناً للفن، ومتى وجدنا انّ حصوله على الـ65 صوتاً صار ممكناً سنضع اسمه في صندوق الاقتراع».
ويلفت فرنجية الى انّ «ما أدلى به الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله لناحية مجاهرتهما بدعم والدي لم يكن مفاجئاً لنا، لأننا نعرف مسبقاً خيارهما كحليفين وفيين، ونحن واثقون كل الثقة في دعمهما الصادق منذ بداية الحراك الرئاسي وحرصهما على الصيغة اللبنانية». ويتابع: «انّ موقفيهما العلنيين يندرجان في سياق تأكيد المؤكد، وإنما بصوت مرتفع هذه المرة، ونأمل في أن يشكل ذلك محرّكا ومحفّزا لاختصار الوقت الضائع والتعجيل في الخروج من نفق الفراغ المظلم».
ويشير فرنجية الى انّ «الجميع في لبنان، خصوصا المعارضين لنا، يدركون أن مرشحنا هو سليمان فرنجية الذي يعرفونه جيداً، إنما الفارق بيننا وبين الآخرين اننا نخوض معركتنا بجدية ومسؤولية وليس للمناورة الاستهلاكية».
ويشدد على أن «اسم فرنجية الأب ليس مطروحاً من باب التجربة وهو يرفض ان يكون مادة لحقل التجارب، إذ انه يمثّل خيارا جديا للرئاسة كونه يجمع بين ثباته على مبادئه السياسية وانفتاحه على كل القوى الداخلية والخارجية». ويضيف: «نحن لا نخوض معركة شخص، بل لدينا مشروع متكامل نطمح الى تطبيقه عبر وصول سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية. وبهذا المعنى فإن الرئاسة هي وسيلة وليست غاية في حد ذاتها».
ويلفت الى ان فرنجية الاب «سيحمل الى بعبدا، إذا وصل، رؤية متكاملة لتحقيق الاستقرار السياسي والإنقاذ الاقتصادي»، مُنبّهاً الى «ان البلد لا يتحمّل مزيدا من الدوار والدوران في دوامة الفراغ، ويا ليت الانتخابات الرئاسية تحصل غدا».
وينبّه فرنجية الى ان انتخاب رئيس الجمهورية لا يكفي لوحده، «وإنما يجب أن يليه اختيار اسم رئيس الحكومة فوراً بلا إبطاء، وعدم الانتظار أشهر طويلة للاتفاق على هويته وعلى تركيبة الحكومة كما كان يجري، لأننا لم نعد نملك ترف إضاعة الوقت»، مؤكداً ان انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة وانطلاق ورشة الإنقاذ هي مسارات متلازمة ينبغي أن تتحرك معاً.
ويأمل طوني فرنجية في أن تنعكس مؤشرات التقارب في المنطقة إيجاباً على لبنان وعلى تعزيز فرصة التوافق حول والده، معتبراً «انّ اي تقارب إقليمي يفيد الواقع اللبناني الذي ينبغي تحصينه ضد تداعيات النزاعات الخارجية».
اما تهديد بعض الأطراف بتعطيل النصاب النيابي لمنع انتخاب فرنجية، فإنّ طوني الإبن يضعه في إطار «الشعبوية والتمريك»، مُبدياً أسفه لكون كل من لديه موّال سياسي ينشده على هواه من دون أن يأخذ في الحسبان دقة الوضع الحالي.
ويؤكد فرنجية انه «لم يحصل من جهتنا ان عَطّلنا النصاب، خلافاً للإتهامات الموجهة الينا»، مشيراً الى ان «انسحابنا بعد كل جلسة أولى كان يندرج في إطار اقتناعنا بأن لا جدوى أصلاً من المشاركة في الجلسة الثانية ما دام المرشحون الذين تم التصويت لهم كانوا بعيدين جداً من عتبة الـ65 صوتاً، الأمر الذي يعني ان لا حاجة أصلاً للتعطيل من أجل منع فوزهم».
عماد مرمل- الجمهورية