عن الحزب و”التحدي وانتظار الخارج”
أكد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق، أنّ “أولويتنا تكمن في انتخاب رئيس للجمهورية من أجل أن نوقف الانهيار وننقذ البلد، ولكن أولوية فريق التحدي والمواجهة أخذ البلد إلى مغامرة جديدة للانقلاب على التوازنات السياسية الداخلية”، مضيفًا أنّهم “يريدون الإمساك بالبلد ليغيروا هويته وموقعه ودوره في المنطقة، وليلحقوه بركب التطبيع”. وشدّد قاووق على أنّ “الرهان على مساعدة خارجية هو رهان على سراب، لأن هناك دولا إقليمية مع أميركا تضع فيتو على أي مساعدة خارجية للبنان، وهذا يفرض علينا أن نعتمد على أنفسنا في إنقاذ بلدنا، ولا يمكن إنقاذ البلد بالكيديات وتصفية الحسابات”. وأشار إلى أنّ “جماعة التحدي والمواجهة يريدون انتخاب رئيس منصة للانقضاض على الثوابت الوطنية لتصفية الحسابات السياسية، ولكن موقف حزب الله واضح، حيث إننا لسنا في موقف ضعيف ولسنا في العام 1982 حتى يأتي رئيس على ظهر دبابة أو يأتي رئيس بضغط الجوع والأزمة الاقتصادية والاجتماعية”. ولفت إلى أن “المستجدات الأخيرة عززت فرص التوافق والأصوات الداعمة للتوافق، وهناك أصوات دولية ونواب وأحزاب وقوى في لبنان غيرت موقفها لصالح مشروع التوافق، لأنهم أدركوا أن المخرج الوحيد للأزمة هو بالحوار، وهذا ما فجر غضب التعطيليين وجعلهم يصرخون ويسيئون الأدب مع المقاومة وشعبها”.
تعلّق مصادر سياسية معارضة على كلام قاووق مستغربة مواقفَه عن “التحدي والرهان على الخارج والدبابات”. فهي توضح عبر “المركزية” أنّ الفريق الذي يتحدث عنه قاووق، لم يخرج يومًا عن أصول اللعبة الديمقراطية والتزم بها منذ لحظة الشغور الرئاسي الأولى. فأعلن مرشحَه، وهو نائب في البرلمان اللبناني مُنتخب من الشعب اللبناني، اسمه ميشال معوض، وواظب على انتخابه وعلى المشاركة في كل جلسات الانتخاب ودورات الانتخاب. فأين التحدي وانتظار الخارج في هذا الاداء؟.
في المقابل، هناك فريق عطّل الجلسات وقرر استبدالَ الديمقراطية بتطيير نصاب الدورات وبالسعي وراء تفاهماتٍ من خارج المؤسسات، على رئيس محدد، يكون مريحًا له ويضمن مصالحه، على أن ينزل النواب الى البرلمان للبصم عليه، لا اكثر. ألا يثير هذا التسويف وهذا السلوك، التساؤلات حول ما اذا كان هذا الفريق هو من ينتظر شيئا ما من الخارج؟.
وإذ تشير إلى أنّ أي طرف في لبنان لا يملك السلاح أو الدبابات ليأتي برئيس على ظهرها، باستثناء الحزب الذي يُمسك بالسلاح وقد استخدمه في الداخل في ٧ أيار 2008 مثلا، تقول المصادر أنّ تجاهل رئيس مجلس النواب مرشحَ الفريق الآخر تارة ووصفَه أيضًا بالتجربة الأنبوبية طوراً، هو التحدي بحد ذاته، قبل أن تتوقف عند حديث قاووق عن انتقال بعض القوى الى ضفة المطالبين بالتوافق. وهنا، تذكّر المصادر بأنّ حتى هذه الأطراف، وتحديداً الحزب التقدمي الاشتراكي الذي قصده قاووق، جرّب طرحَ اسماء توافقية على الثنائي الشيعي، الا انه اصطدم برفض الحزب هذه الاسماء وبتمسكه بمرشحه “الخفي” الى ان كشف بري اسمه الاسبوع الماضي… وفي انتظار معرفة ما إذا كان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله سيحذو أم لا حذوه اليوم، فإن المؤكد هو أنّ سلوكهما المماطل حينا والمتحجر حينا آخر، هو الذي يُبقينا في الفراغ الى اليوم، تختم المصادر.