عاشت التجربة الأنبوبيّة: كيف يمكن تخصيب الطبقة السياسيّة اللبنانية بأنبوب؟
عاشت…التجربة الأنبوبيّة!
لم يكن مطلوبًا لا من النائب ميشال معوض ولا من “القوات اللبنانيّة” أن ترد على رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، عندما وصف مرشّح الفريق الآخر” بعبارة “التجربة الأنبوبيّة”.
كان يفترض ترك هذه المهمة للأطباء المتخصصين وللعائلات التي أنقذتها التجارب الأنبوبيّة من ويلات العقم والوحدة والحسرة.
لو كان الرئيس نبيه برّي يتمتّع بقليل من الثقافة التي تُثمر الحدّ الأدنى من المبادئ، لما كان أدخل موضوع “التجربة الأنبوبيّة” الى قاموس الهجاء السياسي في لبنان، لأنّ الأطفال الذي أنجبتهم “التجارب الأنبوبيّة” يزيّنون المنازل ويزرعون السعادة ويرفعون التحدّيات.
وهذا التعبير لا يمكن أن يكون جزءًا من الهجاء السياسي لأنّه تعبير نبيل، ولولا رحمة الله وعبقريّة العلماء وحاجة المجتمع لما كان قد وُجد.
لقد حلّت “التجارب الأنبوبيّة” مشاكل كثيرين وفي ضوئها تلاشى يأس، انزاح حزن، عمّ أمل وارتسمت ابتسامة.
وهذا تحديدًا ما يفتقد إليه لبنان، وبفضل برّي الذي لا يتزحزح عن منصبه ولا يتنازل عن حصصه، وبفضل أمثاله من السياسيّين، انهارت الدولة وافتقر المواطن ومات وانتحر وهاجر.
إنّ لبنان يحتاج فعلًا الى تجربة أنبوبية تنقله من المأساة التي هو فيها الى الرجاء الذي يستحقه.
مشكلتنا في لبنان أنّنا نرتجف إذا قلنا كلامًا أزعج رجال الدين والمتطرّفين، ولكنّنا نستهين بكلام يوجّه إهانات الى العلماء والعائلات وعشرات ملايين الشباب في العالم الذين لولا التجارب الأنبوبيّة لما كانوا بيننا.
عاشت التجارب الأنبوبيّة ومنّ الله على لبنان وشعبه بطبقة سياسيّة قادرة على تخصيب الطبقة السياسيّة اللبنانية بأنبوب، لعلّ ولاداته تساهم في إنقاذ هذه البلاد من كوارثها ومن هذه المنظومة الحاكمة الفالتة على رُسلها بحماية سلاح لا ينجب إلّا الكوارث والويلات.
فارس خشان