عن سابق تصور وتصميم.. هناك من يقود لبنان الى الإنهيار والارتطام الكبير!

اكتملت دائرة الانهيار ولم يعد أمام لبنان سوى بلوغ الارتطام الكبير وتداعياته الكارثية على كل صعيد، والذي يبدو ان قرارا دوليا إقليميًا حتى الان يحول دون حصوله، حيث ان الدول المعنية بالشأن اللبناني تضع البلد في ارجوحة الانتظار فلا هو ينهار ولا هو ينجو، وذلك بانتظار تسوية ما تفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية يعيد الانتظام الى الحياة السياسية.

يظن كثير من اللبنانيين ان الغرب لا ينام في كل ليلة قبل ان يطمئن على لبنان، ما يجعل بعض القيادات يمارسون لعبة حافة الهاوية انطلاقا من قناعتهم بأن الدول الكبرى تضبطها وتحصنها، لكن ما يغيب عن بال هؤلاء ان الدول المعنية منشغلة بقضاياها وملفاتها الشائكة من حرب روسيا -اوكرانيا الى ما ينتج عنها من ازمات اجتماعية تتعلق بتفاصيل الحياة اليومية لمواطنيها، وبالتالي فإن احدا لا يفكر بلبنان ولا يتطلع اليه ولا يهتم به، واذا أظهر البعض اهتماما في بعض الاحيان فإنه يأتي من بوابة ضرب اللبنانيين ببعضهم البعض وإسالة دمائهم في الشارع لاستثمارها في أماكن أخرى.

كل ذلك يؤكد بما لا يقبل الشك أن حلول وتسويات الغرب ما تزال متأخرة، او ربما ضاقت الدول المعنية ذرعا بخلافات اللبنانيين الذين لم يعد أمامهم سبيلا للحد من الانهيار سوى التفاهم الداخلي على رئيس جديد يُنتخب وفقا للآليات الدستورية ويضع الدول المعنية أمام الامر الواقع.

لا شك في أن لبنان يقع بين “شاقوفين” فالدول التي غالبا ما تهندس له الحلول منشغلة عنه، وقياداته وتياراته وأحزابه السياسية ينقسمون على انفسهم ويمعنون في تعطيل الاستحقاق الرئاسي وشل مؤسسات الدولة فضلا عن تبادل الاتهامات ونصب المتاريس واشعال الجبهات السياسية على كل المحاور.

من يتطلع الى حجم معاناة اللبنانيين والتي بلغت مستوى مأساويا على كل صعيد، لم يعد بعده سوى الانهيار الكبير، يظن لوهلة ان التيارات السياسية المعنية تعيش على كوكب إخر وغير معنية بدولار يلامس التسعين الفا، ويجتاح رفوف السوبر ماركت التي تسعّر به ويفرض نفسه على دولة تتجه بخطى ثابته نحو الدولرة الشاملة.

واللافت ان تلك التيارات تصم آذانها عن أوجاع الناس وتضع خمسة ملايين لبناني في اسر خلافاتها ومصالحها ومكاسبها التي يبدو انها تتمثل بقيادة البلاد عن سابق تصور وتصميم الى الانهيار الذي يسعى كل من الطامحين الى الاستفادة منه عله يحظى بدور او يجد فرصة ما تنعش حظوظه الرئاسية لاحقا، خصوصا ان هناك من بدأ جديا على ضرب كل مقومات البلد.

تقول مصادر سياسية مواكبة: إن لبنان لم يعد يحتمل والانفجار يبدو مسألة ايام قليلة ومن ينتظر فرصة او استفادة من الانهيار المتوقع بأي لحظة فهو مخطئ لا بل يرتكب خطيئة، لأنه تداعيات الانهيار ستفاجئ الجميع ولن تبقي احدا بمأمن لا بل على العكس فإن التيارات السياسية المتصارعة قد تدفع ثمنا باهظا، اذا لم تستدرك سلوكها الهدام وتدرك ان الانتظام السياسي والاستقرار العام هما السبيل الوحيد للخلاص ولتلبية الطموحات.

غسان ريفي- سفير الشمال

مقالات ذات صلة