الطرح الفرنسي بلا أفق وحزب الله لن يقع في الشباك: لا تسوية من دون الرضى السعودي!
لن يوافق الثنائي الشيعي على أي مبادرة دولية إذا لم تكن المملكة العربية السعودية مباركة لها، ولن يدخل في نقاش تفاصيلها أو الالتزام بأي مندرجاتها، ما لم تكن المملكة في طليعة الموافقين عليها.
حراك السفيرة الفرنسية آن غريو باتجاه رؤساء الأحزاب اللبنانية، لم يأخذه حلفاؤها على محمل الجد قبل الدخول في غمار قراءة مواقف خصومها. ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، فان رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط ينظر الى هذه المبادرة على أنها من دون جدوى، بانتظار القرار المباشر السعودي، وهو غير معني بكل هذه الطروحات ما لم يسمع موافقة سعودية على مضمونها.
وفي تفاصيل المبادرة، فإن غريو طرحت معادلتين: رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ونواف سلام، أو قائد الجيش جوزيف عون ونواف سلام. يعلم الفرنسيون أن جوزيف عون غير مرغوب به من الداخل اللبناني ومقبول خارجياً، ويرضي المملكة العربية السعودية، أما سليمان فرنجية فمقبول داخلياً وغير مرغوب به سعودياً، ويرضى به “حزب الله”، وفي الحالتين لا نقطة التقاء بين النقيضين حتى اللحظة، والتسوية لا تزال منقوصة. مصادر موقع “لبنان الكبير” تقول إن رئيس مجلس النواب نبيه بري سأل السفيرة الفرنسية عن الموقف السعودي منها، الا أن غريو أكدت أن المبادرة فرنسية بحت، تسعى الى جس النبض، وغير منسقة مع السعوديين ولا مع أي دولة أخرى.
“حزب الله” أُبلغ بالطرح الفرنسي بالمباشر، ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير” إنه لم يقارب الطرح لأن ليس هناك أي اشارات على أنه جدي، وهو لن يعطي أي موافقة أو رفض ما لم تكتمل عناصر المبادرة وتتحول الى تسوية يوافق عليها كل الأطراف، وخصوصاً أن في الطرحين، يبقى الثابت الوحيد اسم نواف سلام كرئيس للحكومة، أما رئاسة الجمهورية فتتراوح بين فرنجية وعون، لذلك فإن الفريق الداعم لفرنجية لن يلتزم بأي موقف قبل وضوح المواقف الدولية، ومن الطبيعي أن تكون الأولوية للاتفاق على رئيس الجمهورية، وليتم بعدها تسهيل رئاسة الحكومة. والثنائي الشيعي ينطلق من ثابتة التمسك بفرنجية، لينفتح فيما بعد على باقي التفاصيل، ولن يقع في الشباك الفرنسي بنزع التزامه بنواف سلام ومن بعدها الانتقال الى الضغط الدولي لفرض جوزيف عون.
وجهتا نظر تسيطران على الساحة السياسية اللبنانية، إحداها تقول إن الفرنسيين لما تخلوا عن الرئيس نجيب ميقاتي، وتبنوا طرح نواف سلام، لو لم يكن بغطاء سعودي، وخصوصاً أن علاقة الفرنسيين بميقاتي يشوبها الكثير من الدعم والارتياح والصلابة. ورأي آخر على الساحة اللبنانية يؤكد أن الطرح لا يخرج عن كونه مبادرة فرنسية فشلت قبل أن تولد، لافتقارها الى الرعاية السعودية.
فهل يحصل رئيس “اللقاء الديمقراطي” تيمور جنبلاط الموجود مع النائب وائل أبو فاعور في المملكة العربية السعودية على الرد الخليجي حول المبادرة الفرنسية، أم يبقى الموقف السعودي على حاله بعدم خوض النقاش في الأسماء وبالتالي عدم مقاربة أي طروحات تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية؟!
راوند او ضرغم- لبنان الكبير