الثنائي يخوض الجولة الأخيرة لترئيس فرنجية… وحزب الله عينه على النووي!

يخوض الثنائي الشيعي الجولة الأخيرة في سياق معركته لترئيس رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. ولا غرابة، والحال هذه، أن تشتد رحى المعركة، وأن يلوّح الثنائي بالمتوافر من سلاح وعتاد وعديد، بما فيه تحديدا الـ65 صوتا لترجيح كفة رئيس طرف لا توافق عليه، وأن تبلغ الضراوة حدّا غير مسبوق لا سيما في العلاقة المتشنجة مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الرافض تغطية خيار ترئيس فرنجية، لو تحت حدّ سيف الإنفصال والعزل.

ولا ريب أن الضراوة التي صارت عليها المعركة تؤشّر إلى الجدية التي يتعامل فيها حزب الله مع الملف الرئاسي. لكن اشتدادها ما كان ليكون لولا المنحى الذي اتخذه الإجتماع الخماسي في باريس، مع بلوغه مبلغ التلويح بورقة قائد الجيش العماد جوزاف عون في موازاة استبعاد خيار فرنجية، وهو ما أزعج الحزب وجعله يُسرِع الخطى. ويكاد يعلن رسميا خياره الرئاسي بعدما تسرّب إليه القلق من إمكان ان تسبقه المبادرة الخماسية إلى ما لا يرتاح إليه، بل يكاد يخشاه.

لكن ماذا لو بقي خيار فرنجية على مراوحة الـ50 صوتا نيابيا او يزيد قليلا؟ هل يراوح الحزب في موقفه، أم يتّجه إلى حوار جدي يؤدي فعلا إلى انتخاب الرئيس المأمول، الذي يحظى بالتوافق الداخلي شبه المكتمل والغطاء الخارجي الكامل، بما فيه تحديدا السعودي؟

يقول سياسي رفيع الشأن إن حزب الله يخوض راهنا المحاولة الأخيرة لمحاولة تسويق فرنجية. يضيف: لن يكون مستغربا أن تبلغ المعركة أبعادا غير تقليدية. لكن نهايتها ستأتي على شاكلة أشهد أني بلّغت. بمعنى أن الحزب يكون بذلك قد قام بما وسعه لدعم مرشّحه. لكن الإصطدام بالموانع إياها ستحتّم لقاء مع فرنجية لحسم المسألة والانتقال سويا إلى البحث في خيارات أخرى.

يعني هذان التوقّع والإستشراف، في حال حصلا، أن على الحزب مهمّة البحث عن آفاق جديدة لتلافي خيارات يصنّفها عدائية، أو يراها نتيجة إيحاء خارجي، باريسيّ أو غير باريسيّ. ويعنيان أيضا حتمية إعادة ما انقطع مع التيار الوطني الحر، بفعل خيارات سياسية اعتبرها التيار خروجا عن التفاهم، وليس خيار فرنجية سوى أحدها.
ولا شكّ ان الحزب يأخذ في الحسبان المتغيّرات الجيوسياسية الهائلة الإقليمية والدولية البعيدة والقريبة، من التبدّلات التي نشأت من الحرب الروسية – الأوكرانية، إلى الإنقسامات الهائلة في إسرائيل والمخاطر الناشئة عنها، وليس إنتهاء بالتغيرات في مراكز توزّع النفوذ داخل سوريا التي تعيش لحظات حاسمة على وقع إعادة الوصل العربي. ويبقى الأهم بالنسبة الى الحزب مآل التفاوض الأميركي – الإيراني وتأثيره في مناطق النفوذ من اليمن إلى لبنان، مع توارد المعطيات عن وساطة يقودها سلطان عمان هيثم بن طارق الذي يستعدّ لزيارة طهران قريبا حاملا «أخبارا سارة».

وزاد في الفترة الأخيرة الكلام على قرب استئناف التفاوض الأميركي – الإيراني، على رغم تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس أن إحياء الاتفاق النووي خارج الإهتمام الأميركي راهنا، وأن «خطة العمل الشاملة المشتركة ليست على جدول الأعمال، ولم تكن على جدول الأعمال لبعض الوقت»، مع أن واشنطن «تعتبر الحوار الطريقة الوحيدة للتعامل مع برنامج إيران النووي».

وكان نُقل عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله إن سلطان عُمان سيزور طهران قريبا حاملا أخبارا سارة بشأن المفاوضات النووية.

اللواء

مقالات ذات صلة