مُؤشرات خطيرة للحملة على قائد الجيش

لم تهدأ بعد مفاعيل كلام النائب جبران باسيل الذي لامس الخطوط الحمراء في العلاقة السياسية مع حزب الله، ليحرق ما تبقى من أوراق التفاهم، بعد ان صوّب بالمباشر تجاه الأمين العام لحزب الله، داعيا لاستعمال القوة ضد رياض سلامة بدلا من الغرب.

كلام باسيل جاء خارج دائرة التوقعات وتصور كثيرين، ويصب كما صار واضحا في مكان واحد، وهو “انزعاجه “من دعم الحزب لرئيس “تيار المردة”، وربطا بمواقف اتخذها الحزب سياسيا لم ترض “التيار الوطني الحر” من تغطية عقد الجلسات الحكومية.

إلا ان النقطة الأبرز تتعلق بالخلاف الكبير حول ترشيح سليمان فرنجية على حساب رفض باسيل له، خصوصا ان الأخير يرى في وصول فرنجية الى موقع الرئاسي تهديدا لتياره ومستقبله السياسي.

ووفق مصادر سياسية، لم يكن منتظرا من باسيل ان يرفع مستوى خطابه رفضا لفرنجية ، مع اصرار الثنائي الشيعي وتمسكه بفرنجية والسعي لاجتذاب أصوات نيابية مضافة له، وذلك لعدة عوامل أبرزها، شد العصب المسيحي المتراخي من حوله تحت عنوان الحقوق المسيحية والميثاقية والشراكة، لأنه كما يقول سياسيون “مزنوق” سياسيا، ومنزعج من مسألتين محوريتين:

– ما حكي عن عملية “بوانتاج” رئاسية تكاد تكتمل لصالح تأمين ٦٥ صوتا لفرنجية.

– والمسألة الثانية متعلقة بالعلاقة مع حزب الله، وقناعة باسيل انه لم يعد المفضل سياسيا بالنسبة الى الحزب، وقناعة ثابتة لديه بأن هناك جبهة سياسية تتشكل ضد التيار لعزله سياسيا و”رئاسيا” ، تأسست قبل خروج الرئيس ميشال عون من القصر الجمهوري من قوى مسيحية، تقوم بالتنسيق مع أحد أطراف الثنائي والمختارة، وطبعا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

من هنا تؤكد مصادر سياسية، ان إعتراض باسيل ليس عابرا، وهو بكل الأحوال أبعد وأكبر من جلسة حكومية او جلسة تشريعية للتمديد لمديرعام الأمن العام، بل كان مخططا له وجاء نتيجة طبيعية لارباكه وتخبطه في الملفات الداخلية، خصوصا انه بات على خصومة مع كل القوى السياسية، إلا ان الأهم أنه جاء استباقا لما تردد في الساعات الماضية عن توجه فريق ٨ آذار لحسم ترشيح فرنجية نهائيا بعد تأمين الـ٦٥ صوتا له ، وهذا الأمر مهّد له فرنجية في عشاء خميس الذكارى، معتبرا ان الرئيس المنتخب بـ٦٥ صوتا وحضور ٨٦ نائبا هو رئيس شرعي ميثاقي، وهذا الأمر استفز باسيل، ودفعه لتفجير الوضع وابتزاز حلفائه على طريقة “تغداهم قبل ان يتعشوه”.

لم يعد خافيا ان حزب الله كان منزعجا ومستاءً في الفترة الأخيرة من معاندات باسيل ومشاكساته، التي باتت عبئا على فريق ٨ آذار ، لا سيما تعطيل عقد جلسات تشريع الضرورة والاستحقاق الرئاسي، وممانعته وصول فرنجية الذي يعتبره حزب الله المرشح الأقرب الى خطه السياسي، مما جعل السيد حسن نصرالله يعلنها بالفم الملآن: “التفاهم في وضع حرج”، عوض قوله” التفاهم انتهى”.

لهذه الأسباب تؤكد مصادر سياسية، ان الثنائي الشيعي سيكون أكثر تشددا وتمسكا بطرح فرنجية، مما سيخلق تباعدا أكبر، في حين ان النائب جبران باسيل لن يتراجع ايضا، وستحمل الأيام المقبلة المزيد من التوترات، حيث يتوقع ان يكمل باسيل هجومه على ترشيحي فرنجية وقائد الجيش جوزاف عون الذي اتهمه بالفساد والتصرف بأموال المؤسسة العسكرية، بهدف إحراق صورته الرئاسية، الأمر الذي سيكون له تداعيات على الساحة الداخلية، وسيساهم في إضفاء المزيد من الضبابية على الاستحقاق الرئاسي الذي أصبح في عين العاصفة .

ابتسام شديد- الديار

مقالات ذات صلة