خاص شدة قلم: الدعم اللبناني لسوريا باللحم الحي.. والحملات تطالنا والأجر عند الله!!

بلغنا حوالي الأسبوعين واكثر على كارثة الزلزال السوري – التركي، وما حمله من رقم مهول في تاريخ البشرية من الضحايا، ناهيك عن اختفاء ملامح مناطق بأكملها من الدولتين، ولكن “في كل عرس للبنانيين قرص”..

وأحدث أقراصنا هو الغباء والاستهتار والتخلّف والشجار حول الدعم والمساندة، لو فقط للحظة واحدة تنازل مَنْ يصنفون أنفسهم بالنجوم، وألقوا نظرة ناحية زملائهم الأتراك، الذين صبيحة الإثنين 6 شباط، ما يعني بعد ساعات قليلة من الزلزال، وفيما الخطر لا يزال داهماً، وحّدوا الأيادي، وانطلقوا بحملات أهم من حملات الدول، نظموا بالتعاون والتكافل خطوطاً خاصة للتبرع، وجمعوا أرقاماً ضخمة للعون والمدد، كل ذلك وأساطيل الطيران تعبر الأجواء التركية حاملة كل ما يمكن الإمداد به.

أما في عالمنا العربي عموماً، ولبناننا خصوصاً، نرى معظم قليلي العقل والضمير رفعوا شعار “بيي أقوى من بيّك”، فكانت أوّل المتبجّحين “أم كنتاكي” ومن تصف نفسها بالملكة، وسارعت إلى مهاجمة شمس الغنية نجوى كرم في ما يتعلق بالحديث عن تبرع بلغ 2 مليون دولار لضحايا الزلازل السوري، وفيما آثرت بنت الكرم الصمت، ولم تؤكد التبرع أو تنفيه، لم نر أو نسمع عن فلس واحد دفعته “مقهورين”، أو حتى فكّرت أنْ تتبرّع به بينما رقصت فوق جثامين الضحايا وشاركت إلى جوار زميلتها “غير الأصيلة” بإحدى حلقات البث المٌباشر من برنامج “سعودي آيدول”، فيما “إم شام” كان بمقدورها أقلّه احترام أرواح الضحايا وتمتنع عن توزيع القُبل لزوجها في عيد الحب.

وآخر ضحايا الأزمة.. الهجوم الشرس الذي شُنَّ على سيرين عبد النور، ووصفها بالبُخل، كونها تأخّرت عن تلبية التحدي الذي أطلقه المدعو ماجد العجلاني، لتأمين 500 علبة حليب لأطفال سوريا.. فلو كان هذا العجلاني يدري بأنّ أطفال لبنان أنفسهم يُعانون من فقدان الحليب لكان “خرس”، ولم يخط خطوته، فنحن نموت خلال رحلة البحث بالساعات ومن صيدلية إلى أخرى بحثاً عن علبة حليب من هنا وهناك، فكيف بـ500، أما إذا استطاعت هيفاء وهبي أنْ تؤمّن ألف عليه فبارك الله بها، وقد تكون لها أبوابها، وليست علاقات الكل مثل هيفاء.

ويبقى السؤال على المدعو “العجلاتي أو العجلاني” أو “مدري مين هوّي”: لماذا بدأ حملته بدعوة نجوم لبنانيين، فيما السوريون يتراقصون ويتباكون على جثث الضحايا في دبي، القاهرة ودمشق، ودون تحديد أي إسم لأنّهم جميعهم يعرفون أنفسهم فرداً فرداً ويُعتبرون من أغنى فنّاني العالم العربي وليس سوريا ويعيشون قمة الرفاهية ما بين بيروت، دبي وحتى اسطنبول؟؟!.

مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة