نصرالله متوتر.. ماذا قال لبري وباسيل؟
صحيح ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لم يدل خلال اطلالته امس بأي موقف خارج عن المألوف، الا ان اعترافه بان “تفاهم مار مخايل في موضع حرج” كان لافتا، هذا الى جانب كلامه عن الازمة الاقتصادية ومحاولة الايحاء بان الولايات المتحدة تقف وراءها، قائلا: “الأميركاني أو جماعة أميركا في لبنان يخططون للفوضى وانهيار البلد”.
وتعليقا على هذه المواقف، رأى مصدر متابع ان نصر الله من حيث الشكل كان متوترا، والسبب الاول ادراكه لمدى تأثير الازمة الاقتصادية على بيئته، اما السبب الثاني فهو شعوره بعدم قدرته على الخروج من مأزقه المتمثل بالتمسك بمرشحه لرئاسة الجمهورية، النائب السابق سليمان فرنجية.
وبالنسبة الى السبب الاول قال المصدر: اراد ان يبعد الانظار عن دوره في الازمة الاقتصادية من خلال اظهار ان المشكلة مؤامرة امبريالية اميركية على لبنان، محاولا بالتالي رفع مسؤولية الانهيار عن كاهله، مع العلم ان الحزب ممسك بكل مفاصل الحياة في لبنان.
واضاف المصدر: رسالة نصر الله الى بيئته ان البلد يتعرض لمواجهة كبرى، وبالتالي على الناس ان تأخذ هذا الامر بالاعتبار وتعض على الجرح ، فالوقت ليس للكلام عن ازمات اخرى، لذا – في مفهوم نصر الله- يجب ان نكون صفا واحدا في مواجهة الولايات المتحدة الاميركية التي تريد ضرب 40 عاما من الانجازات… وبالتالي من خلال رسم هذه الصورة يستنهض حزب الله بيئته.
اما في الموضوع الرئاسي، اعتبر المصدر ان نصر الله لا يزال يرواح في نفس المكان الموجود فيه اي التمسك بخياره ومرشحه، وفي هذا الاطار جاءت اشارته الى تفاهم مار مخايل ما يعني ان العلاقة بينه وبين التيار الوطني الحرّ ستبقى مأزومة لغاية اللحظة التي يبدل فيها “الشريك في التفاهم” موقفه من موضوع ترشيح فرنجية وصولا الى تبنيه. واشار المصدر الى ان رسالة نصر الله الى النائب جبران باسيل وسواه ان “وقت المزح انتهى” ولا بد من كلام جدي على خلفية الواقع الذي وصلنا اليه فلا يمكن الاستمرار على هذا النحو، وبالتالي يجب على التيار ان يحسم قراره وخياره والسير نحو الاتجاه المطلوب تحديده في هذه المرحلة.
وردا على سؤال، رأى المصدر ان نصر الله ما زال يراهن على قدرته على “تطويع” باسيل، وفي الوقت عينه هو مزعوج من وحدة موقف المعارضة التي تمكنت من الحؤول دون عقد جلسة تشريعية كان يريدها. وهنا، لا يستبعد المصدر ان يكون نصر الله قد وجه رسالة ضمنية الى رئيس مجلس النواب نبيه بري نتيجة لجدول الاعمال الفضفاض الذي وضعه لتلك الجلسة وساهم في تطييرها.
وخلص المصدر الى القول ان نصر الله يشعر انه مأزوم ولا يستطيع تنفيذ سياسته لا رئاسيا ولا تشريعيا ولا على مستوى الواقع المأزوم، وايضا يشعر بمأزق ايران في المنطقة، ومن هنا ايضا اتى دفاعه عنها متحدثا عن فشل كل الرهانات في حين ان الواقع أظهر الى الرأي العام ان تدهور الاوضاع في طهران وخير دليل الانتفاضة المستمرة منذ اشهر الى جانب التناقضات العالقة.