بكركي تحاول وكذلك “الإشتراكي”.. هل سنصل لنتيجة؟
من الصعب لا بل المستحيل افتراض ان المشهد الداخلي المحكوم بالتعقيدات على المستويات السياسية والمالية والمعيشية قابل للحلحة، او ان يكتب معه النجاح لاي محاولة كسر هذا الاستعصاء لانقاذ ما يمكن انقاذه في المدى المنظور. فتعطيل المسار الرئاسي يتصدر هذا المشهد اذ لا كلمة تعلو على النكايات المتبادلة والتراشق بالاتهامات، وتبادل الحقد السياسي والشخصي ماض في شحن النفوس وتسخين كل الجبهات الداخلية بكل ما يعمق الشرخ والانقسام ويمهد الأرض والبلد للتفجير والصدام. اضافة فان الشواهد الكثيرة تؤكد بما لا يقبل الشك ان الواقع اللبناني يعاني حالة مرضية ميؤوسا منها، وبات من المتعذر اخراجه منها.
فالجانب الاقتصادي والمالي من انهيار الى انهيار وسعر الدولار المشتعل ينذر بقفزاته المتتالية بسلوك البلاد المسار الحتمي نحو انفجار اجتماعي رهيب لا يبدو بعيدا، في حين ان الجانب السياسي بات خاضعا بالكامل لارادة التعطيل وسد ابواب الانفراج، وان الرسائل المتطايرة في اجواء الملف الرئاسي لا تفسير لها غير انها دليل دامغ على ان جماعة التعطيل محكومة بسادية الحقد على لبنان والاستخفاف بحياة الناس.
رئيس حزب الوطنيين الاحرار وعضو تكتل الجمهورية القوية النائب كميل شمعون يقول لـ”المركزية” في هذا الاطار: “ان الوضع في البلاد من سيء الى اسوأ والمؤسسات تتساقط الواحدة تلو الاخرى ونحن على هذه الحال مستمرون طالما لم ننتخب رئيسا للجمهورية قادرا على ادارة دفة البلاد نحو شاطئ الامان، واستعادة الثقة المفقودة محليا وخارجيا بالوطن الذي انحدر تصنيفا الى ادنى الرتب نتيجة تحوله الى ساحة مفتوحة لكل الاعمال الخارجة عن القانون، ولعمليات التهريب بفعل حدوده المفتوحة، الامر الذي ساهم بهذا الارتفاع في الاسعار خصوصا في سعر صرف الدولار الذي يهرب الى سوريا. الحل لهذا الفلتان يكون بالتحول الى العملة الرقمية وهذا ما نصح به العديد من البلدان الاوروبية الصديقة، ولكن المشكلة في رأيي تكمن من جهة في عدم قدرة القطاع المصرفي على مواكبة هذا التطور اذا ما قبل بذلك، ومن جهة ثانية في عدم وجود حكومة اختصاصيين ترافق هذا التطور”.
ويتابع ردا على سؤال قائلا: “ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي يحاول من خلال حراكه فتح ثغرة في الجدار الرئاسي المسدود كما بكركي، ونتمنى لمسعاهما النجاح ولكنني اشك في وصولهما الى ايجابيات”.
ويختم لافتا الى ان قائد الجيش العماد جوزاف عون نجح في قيادة المؤسسة العسكرية، “لكن الامر لا يعني اطلاقا النجاح في رئاسة الجمهورية وان لم تتوافر الظروف المحلية والخارجية الملائمة لنهوض لبنان واستقراره سياسيا واقتصاديا فعبثا نحاول النهوض والدليل معاناتنا الراهنة الناجمة عن الخلافات الإقليمية”.