نصرالله يحذر واشنطن من الفوضى.. هذا ما قاله عن اتفاق مارمخايل

أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله “خطأ حسابات الذي راهنوا على سقوط إيران، وحللوا كثيرًا خلال الشهور القليلة الماضية، مشددًا على أن هذا الأمر انتهى من خلال إرادة الشعب الإيراني الجادة”.

وفي كلمة له خلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله إحياءً لمناسبة ذكرى القادة الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، تقدم نصر الله “بالتعازي لعائلة الشهيد رفيق الحريري وكل المحبين وكل الشعب اللبناني”.

واعتبر نصر الله ان “تفاهم مار مخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر في موضع حرج”، معربا عن “أمله بالحفاظ عليه لأجل المصلحة الوطنية بالدرجة الأولى”.

وشدد السيد نصر الله على أن “هذه الانجازات اليوم يجب أن نحافظ عليها وهي المعركة التي تخاض اليوم، من أهم عناوين المعركة في السنوات الأخيرة خصوصا بعد تشرين 2019 هو الحفاظ على هذه الانجازات العظيمة والكبرى التي تحققت على مدى 40 عامًا”، مشيرًا إلى أن “هذا البلد منذ 2019 دخل في استهداف جديد للنيل من هذه الانجازات ولإعادة لبنان إلى الهيمنة الأميركية”.

ولفت الى أنه “في تشرين 2019 كان شعار “كلن يعني كلن” لأنه كان المطلوب أن يفقد هذا الشعب ثقته بكل المسؤولين، وكانت السفارة الأميركية مع بعض الجمعيات تصنّع قيادات وهذا المشروع فشل”.

وتابع: “نحن أمام هذه المعركة وهذا التحدي الذي تأتي فيه أدوات إعلامية وسياسية واقتصادية وفي مقدمها سعر الدولار الذي يتأثر به كل شيء.. هذا جزء من اللعبة”.

ولفت إلى أن “الأميركي يساعد في مؤامرته وخطته وجود فاسدين وخلل وأخطاء في الإدارة ووجود قصور وتقصير في تحمل المسؤولية”، معتبرًا أنه “أمام هذا التحدي عندما نعود إلى قادتنا الشهداء نقول أيضا يجب أن نتحمل المسؤولية ونبادر ونخطط ونفكر ونتعاون، وأن نسقط مشروع الفوضى ومشروع الهيمنة ومشروع العبث بعقول شعبنا وشعوب المنطقة.. هذه معركتنا التي نخوضها بشجاعة”.

وأشار إلى أن “أهم حدث في منطقتنا هذين الأسبوعين هو الزلزال”، مجددا “التعازي للقيادتين السورية التركية وللشعبين العزيزين السوري والتركي ولكل عائلات الضحايا المفجوعة”، معتبراً أن “ما حصل هو اختبار لإنسانية كل شخص وكل دولة وكل مؤسسة”، مؤكدًا أنه في هذا الامتحان سقطت الإدارة الأميركية مجددا وكشفت مجددا عن وجهها وحقيقتها الإجرامية والمتوحشة”.

وأضاف “في لبنان رغم الظروف هناك تم تقديم مساعدات، أشكر كل من لبّوا دعوة حزب الله للمساعدة، والقافلة الثانية ستسير خلال أيام إلى حلب وبعدها القافلة الثالثة إلى حماه”، كما دعا “الجميع الى مساعدة سوريا وتركيا من أجل عودتهما الى الحياة الطبيعية وهذا هو التحدي الأصعب”.

وقال: “نحن أمام استحقاق جديد اسمعه احتمال الزلزال (ما حدا يقول السيد عم بقول جاي الزلزال) وهو احتمال لا ينفيه عاقل وكل العلماء يقولون لا يستطيع أحد أن يوقّت لا زمان ولا مكان ولا حجم الزلزال، لكن هذا احتمال قائم.. الدعاء والصدقة واغاثة الملهوف والاحسان الى الأيتام أكيد جميعها تخفف البلاء وآخر الخط تعين على البلاء”.

ولفت إلى أننا “معنيون بوضع خطة بلبنان وهذه من أهم مسؤوليات الحكومات لو كانت حكومة تصريف أعمال”، وتساءل سماحته “لا سمح الله لو كانت الهزة أعنف أو جاء في آتي الأيام زلزال في لبنان، هل الدولة ومؤسساتها مؤهلة أو سيقضي كثير من الناس تحت الأنقاض؟ هل الدولة مؤهلة لانقاذ الناس وشفاء الجرحى وايواء الذين يخرجون من بيوتهم؟ هل الناس مؤهلين ومثقفين على التعاطي مع تحدي من هذا النوع؟ بكل أسف لا.. يجب وضع خطط وادعو الحكومة الى هذا، لبنان يستطيع أن يطع خطة ليقلل الخسائر البشرية والمادية”.

وأردف “يجب وضع خطة توعية للناس حول كيف يتصرفون”، داعياً الى “وضع خطة كاملة وشاملة أعتقد أن هناك شيئًا مستعجلا يجب أن تبادر الدولة والبلديات إليه وهو الأبنية المتصدعة”، مشيرا الى أن “أول ما خطر ببالي عند انتهاء الهزة هو طرابلس، لأن في ذهني أن هناك أبنية متصدعة هناك ووقعت سابقًا، واتصلت بالإخوة ليتفقدوا الوضع في طرابلس”.

واعتبر نصرالله أن “ما قامت به الحكومة اللبنانية تجاه سوريا من إرسال وفد رسمي أمر ممتاز جدًا، وفتح المطار والمرافئ وإرسال فرق المساعدة أمر مهم جدا والدولة والحكومة مشكورة عليه”.

في الملف الداخلي، أشار نصر الله إلى أن “لا جديد بالملف الرئاسي والحل الوحيد هو بالتفاهم الداخلي واستمرار الجهد ليكون للبنان رئيس جمهورية بأسرع وقت ممكن”، لافتًا إلى أن “الهمّ الطاغي هو الهم الاقتصادي والمعيشي وزاد الأمر سوءًا الارتفاع المتفلت لسعر الدولار وما لحقه بارتفاع كل الأسعار.. هذا الوضع يشغل بال اللبنانيين جميعًا”.

وتابع “الأميركان صاروا باعتين ألف رسالة للايرانيين للجلوس وجهًا لوجه والتفاهم دون وسطاء، لكن إيران ترفض الجلوس وجهًا لوجه، ما الحكمة؟ الحكمة أن وجهًا لوجه ستكون الضغوط أكبر، فليس للأميركيين حد يقفون عنده”، وأضاف “إذا كنتم ستبقون بانتظار الأميركيين يعني البلد راح”.

وحذر السيد نصر الله من “التسويف بموضوع النفط والغاز من المياه اللبنانية”، مضيفاً “هل سنسمح باستمرار استخراج “اسرائيل” النفط والغاز من كاريش؟ أقول لكم أبدًا.. هذا معنى إذا بدك تجوعنا منقتلك وأنا كنت مفكّر منيح بما أقول.. أنا أحذّر من التسويف في موضوع النفط والغاز”.

وأضاف: “إذا لبنان كان له جرأة فليحضر الروسي والصيني ويقبل المساعدات الإيرانية.. لبنان ليس بحاجة لقانون قيصر، للأسف يكفي أن ترفع السفيرة الأميركية الحالية أو الآتية حاجبيها بالرفض حتى ينتهي الأمر، ما علاقة هذا السيادة والرجولة والشهامة؟”.

وأكد قائلا “من يراهن على أن الألم والوجع سيجعل بيئتنا تتخلى عن مبادئها وانجازاتها هم واهمون، من يريد أن يدفع بلبنان إلى الفوضى والانهيار عليه أن يتوقع كل ما لا يخطر في باله”.

وقال: “إذا دفعتم لبنان إلى الفوضى فعليكم أن تنتظروا الفوضى في كل المنطقة وفي مقدمتها ربيبتكم إسرائيل.. كما كنا جاهزين للحرب دفاعاً عن نفطنا فنحن جاهزين لمد أيدي سلاحنا إلى ربيبتكم إسرائيل..إن غداً لناظره قريب”.

مقالات ذات صلة