البخاري يقدّم تقريره اللبناني الى الرياض… وهذا ما جرى مع علي حسن خليل!
لم تفض جولة السفراء الخمسة المشاركين في “لقاء باريس” الى نتائج او “طمأنة” المسؤولين اللبنانيين، على ان الملف اللبناني على “النار”، وليس “بارداً” على رف الانتظار الاقليمي والدولي. وقد اتت زيارتا الوفد الى كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “بروتوكولية” وشكلية وبلا “دسم” سياسي او رئاسي او مالي، ولم تقدم اي مضمون يعتد به، وفق ما تؤكد اوساط واسعة الإطلاع على الجولة.
وتشير الاوساط الى ان تضارب المعلومات والغموض الذي اكتنف لقاء باريس، وعدم خروجه ببيان واضح وصريح ، وتعمد الادارة الفرنسية تأخير التصريح العلني الى ما بعد 5 ايام على انعقاده ، والاكتفاء بـ”لعبة التسريبات” على الطريقة اللبنانية، لكون اللقاء لم يحمل اي جديد للبنان، واكتفى بالتهويل بالعقوبات السياسية على القيادات اللبنانية، وطالب بالاصلاحات من بوابة صندوق النقد الدولي.
اما في الجانب الرئاسي، تضيف الاوساط، فانه قد فهم من الوفد الديبلوماسي في عين التينة والسراي، رغم عدم طرحه اي اسم في لقاء باريس وفي اللقاءين امس ايضاً، ان لا “فيتو” على النائب السابق سليمان فرنجية، وان كان عدد من هذه الدول يفضل قائد الجيش جوزاف عون كمرشح “توافقي” للرئاسة الاولى.
وأتى غياب السفير السعودي في لبنان وليد البخاري عن الوفد الخماسي، وتمثيل سفارة الرياض في بيروت بالمستشار في السفارة فارس حسن عمودي، ليطرح تساؤلات عن طبيعة زيارة البخاري الى بلاده في هذا التوقيت ، لا سيما انه يحمل في “جعبته” تقريراً مفصلاً عن الملف اللبناني، وهو حصيلة جولة غير معلنة واعلن منها لقائين فقط. وقبل لقائه بمعاون الرئيس نبيه بري علي حسن خليل، التقى البخاري كل من البطريرك الماروني بشارة الراعي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وقائد الجيش جوزاف عون.
ووفق اوساط مقربة من عين التينة، فإن البخاري وقبل مغادرته لبنان عائداً الى السعودية ليقدم تقريره الدوري عن الملف اللبناني، طلب لقاء خليل للتشاور والنقاش في العديد من الملفات. وتكشف الاوساط ان اللقاء جرى منذ نحو اسبوع، وكان على مدى 4 ساعات وتطرق الى مختلف الملفات الداخلية والمحلية، وحرص البخاري على معرفة اجواء وانطباعات بري وكيفية مقاربة الملف الرئاسي وجلسات الانتخاب.
وتلفت الاوساط الى ان البخاري لم يحمل اية رسالة لا لبري ولا الى حزب الله (عبر بري)، كما لم يقدم اية مبادرة رئاسية، ولم يطرح اي مرشح مفضل اومحدد.
وخلال اللقاء، تقول الاوساط ان خليل جدد رؤية بري للحل الرئاسي ودعوته الى التوافق والحوار، وان انتخاب الرئيس يكون من ضمن سلة داخلية، كما يرى بري ان انتظار الخارج ليقرر عنا وتعطيل المجلس والتمترس والرفض لمجرد الرفض، وعدم وجود وضوح رئاسي او مرشح واحد عند الفريق الآخر المنقسم على نفسه، لن يؤدي الى انتخاب رئيس بل الى مزيد من تضييع الوقت والفرص.
وتكشف الاوساط ان خليل لم يتطرق مع البخاري الى اسم مرشح محدد، وتشير الى ان بري يرفض حتى الساعة الخوض في اي اسم رئاسي، ولم يطرح ان فرنجية هو مرشحه ومرشح “الثنائي الشيعي”، كما لم يعلن رفضه لا لاسم قائد الجيش ولا لغيره، مع اي من السفراء الذين يزورونه.
علي ضاحي- الديار