“فوبيا الأمونيوم”.. تكشف حقيقة باخرة “سكاي لايت” الراسية على مرفأ بيروت

وحدها عبارة “الأمونيوم”، كانت كفيلة بأن تصيب اللبنانيين بالهلع والخوف، ويسيطر عليهم بعدها الف سؤال وسؤال عن سبب عودة دخول باخرة جديدة الى لبنان تحمل هذه المادة، وترسو في مرفأ بيروت، هذا ما حصل مع اللبنانيين بعد انتشار خبرٍ مفاده ان باخرة محملة بمادة “سُلفات الأمونيوم” رست في مرفأ بيروت بسبب عطل تقني.

 

إنها “فوبيا” تفجير الرابع من آب، حين فُجّرت بيروت تحت وطأة تخزين 2750 طناً من النيترات داخل العنبر رقم 12، وليزيد من خوفهم أطناناً كما عبّروا على مواقع التواصل الاجتماعي، هي ان ظروف العطل التقني في سفينة “سكاي لايت”، مشابهة لظروف سفينة “روسوس” التي تسببت المواد التي كانت محملة عليها بتفجير مرفأ بيروت.

 

اللبنانيون الذين لم تتعاف جروحهم النفسية بعد مضي 3 اعوام على التفجير، اعادهم تقاذف المسؤولية بين من سمح للباخرة “سكاي لايت” بأن ترسو في الميناء، الى تقاذف المسؤولية بين من سمح بتخزين “نيترات الامونيوم” في عنابر المرفأ، ومن كان يعلم بوجودها وخطورتها ولم يقدم على اي حل او خطوة تُجنب لبنان الكارثة، فبحسب تعبيرهم الدولة التي كانت تعلم بوجود النيترات، ستتجاهل خطورة مادة سولفات الأمونيوم أيضاً، ولن تحرك ساكناً.

 

باخرة “سكاي لايت”، وبحسب معلومات وكالة انباء اسيا، وصلت إلى مرفأ بيروت نهار الاربعاء الماضي، آتية من مرفأ اسكندرون التركي وترفع علم تنزانيا، وعلى متنها بين 1600 و2000 طن من مادة سلفات الأمونيوم.

 

وخلال انتظارها موعد دخول إلى مرفأ بيروت، بعد إجراء الفحوص اللازمة للمواد المحملة عليها، طلب قبطان السفينة من المسؤولين الدخول بسبب عطل تقني اصابها، فدخلت ورست على الرصيف 14.

 

وبحسب معلومات وكالة انباء اسيا، فإن مدير الميناء في مرفأ بيروت أيمن كركر، هو من تواصل مع المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري، وأعلمه أن الباخرة مصابة بعطل تقني وفي حالة ميلان وتطلق نداءات استغاثة، إلا أنه لم يخبره بأنها محملة بمادة “سلفات الأمونيوم”، وعلى هذا الاساس أصدر خوري قراراً قضائياً بإدخال الباخرة، ورست في الرصيف 14 في مرفأ بيروت، فيما رفض مدير عام المرفأ عمر عيتاني دخول الباخرة وإفراغها أي حمولة.

 

وبعد التأكد من حمولتها ومحتواها، فُتح تحقيق واسع تجنباً لتكرار تفجير 4 آب، وأخرجت السفينة من الرصيف 14 ورست في بقعة الانتظار البعيدة عن مرفأ بيروت حوالى ثلاثة أميال.

 

وبحسب معلومات وكالة انباء اسيا، فقد تم توقيف كركر على ذمة التحقيق، بسبب تقديمه معلومات مغلوطة وكاذبة، حيث تبين أن الباخرة بحالة جيدة ولا تعاني من أي عطل تقني يستدعي دخولها إلى مرفأ بيروت بصورة عاجلة.

 

وقد تم استدعاء كل من أصحاب مادة “سلفات الأمونيوم”، ومدير عام النقل، وأصحاب الباخرة، وقد كشفت قيادة الجيش على المواد لتحديد خطورتها بعد أن أخذت عينات منها، على أن يتم الإعلان عن نتائجها بعد ثلاثة أيام.

 

سماح كركر بدخول الباخرة الى المرفأ يثير الشكوك حول اسباب هذا الاجراء الذي اتخذه، بحسب مصادر مطلعة، خصوصا انه لم ينفذ اشارة قضائية بهذا الخصوص بإبقائها بعيدة عن المرفأ، وانها لم تكن معطلة كما جرى التسويق لذلك، لافتة الى ان كل ما في الامر ان عطلا طرأ على مولد الباخرة لكنه لم يؤدّ الى تعطيلها، بحيث كان المولد يسير بقوة 10 عقدات وانخفضت قوته الى ستة، بحسب المصادر.

 

في غضون ذلك، أكد مصدر قضائي متابع للتحقيقات لوكالة انباء اسيا، أن الباخرة تحمل أسمدة زراعية يسمح باستيرادها، ولا تحمل مواد متفجرة، ووجهتها الأساسية هي لبنان.

 

واشار المصدر الى ان الباخرة دخلت الى لبنان مرات عدة وكانت تحمل موادا مشابهة هي عبارة عن اسمدة زراعية تستخدم في الزراعة، وتحتوي على نسبة 27 بالمئة من الازوت المسموح استيرادها، وذلك وفق المستندات العائدة لها.

 

بدورها، أعلنت وزارة الزراعة أن نتائج التحاليل المخبرية للشحنة العائدة لشركة “N.R&S Trading CO”، التي يملكها شخص من آل الرفاعي، جاءت مطابقة لما هو مصرح عنه، أي سيلفات الأمونيوم وليس كما أشيع نيترات الأمونيوم.

 

وأكدت الوزارة حرصها الشديد في تطبيق جميع الشروط السلامة العامة وسلامة الغذاء في عمليات إدخال المنتجات الزراعية ومدخلاتها، وحصرها على الأمن الوطني والأمن الغذائي وذلك بالتنسيق التام مع جميع الوزارات المعنية والأجهزة الأمنية المختصة.

 

زينة أرزوني – وكالة انباء اسيا

مقالات ذات صلة