خاص شدة قلم: لهم لبنانهم ولنا لبناننا!!
عقّب الدكتور منصور المالك من المملكة العربية السعودية، على فيديو انتشر لسرب من سيّارات الفيراري المرصوفة أمام مطعم “إم شريف” في وسط بيروت، وسأل: “هل هذا الفيديو حقيقي وحديث؟.. هل هناك لبنانان: لبنان فقير يُعاني ولبنان ثري لدرجة البطر؟!.. أفيدونا”.
ولإفادة الدكتور المالك، كما إفادة كل من يعلم أو لا يعلم.. نحن في لبنان “لبنانات” ولسنا لبناناً واحداً أو اثنين.. ولعلّي أحار من أي نقطة أبدأ على كثرتها.. لكنّني سأنطلق من لبنانات الشعب..
*عيد الاستقلال: في لبنان من يؤمن ويحترم ذكرى تحرّر وطنه في 22 تشرين الثاني 1943 من الانتداب الفرنسي.. ليقفز “لبنانيون آخرون” ليتهكّموا على هذا التاريخ وعلاقة لبنان بفرنسا.. مُعتبرين أنّ “لبنانهم” استقل يوم اندحر العدو الإسرائيلي عن الجنوب اللبناني.. ويوم حرّرت مقاومتهم الأرض.. مُتناسين أنّ مقاومتهم نقلت سلاحها من كتف العدو إلى كتف الشريك في البلد.. وما غزوة 7 أيار 2008 أو غزوة الطيونة – عين الرمانة عنّا ببعيدة!!
*الزعيم: يوم اندلعت ثورة 17 تشرين الأول 2019، التي وحّدت وجع الشعب، ورفعت راية “كلّن يعني كلنّ”.. ذُعِرَ “كبيرهم” فراح يطل عبر الشاشات يوم تلو آخر.. ليُعيد رص صفوف “زبانيّته” ويحرفهم عن المُطالبة بحقوقهم إلى الدفاع عن راية “الولي الفقيه” وعن الزعامات المتأيرنين في لبنان.. فـ”انفخت الدف وتفرّقوا العشّاق”.. وتفرّق المنتفضون بين مُطالبين بحقوقهم ووجعهم.. وبين أذناب زعامات تندس وتخرب… وخراب وسط بيروت خير شاهد..
*لقمة العيش: في لبنان من يموتون فقراً وجوعاً، وحتى لا يستطيعون تأمين ثمن حبة دواء.. بعدما ارتفعت أسعاره إلى أرقام مهولة فاقت كُلَّ منطق.. في حين الرواتب لا تزال تُدفع بالليرة التي انهارت إلى أدنى مستوياتها في التاريخ اللبناني.. يُقابلهم أبناء الـLes Nouveaux Riches أو أثرياء الأزمات وتُجار الفرص.. الذين يستغلّون مُطلق وضع ويُسارعون إلى التخزين والاحتكار.. بدءاً من الدواء.. وأنا كاتب هذه السطور مررتُ بأزمات فقداته على مختلف الصعد.. إلى المواد الغذائية “المدعومة” التي عمرت بها “المزابل”.. وحُرم منها المواطن مُقابل نعيم “النازح” بعشرات الكيلوات مصحوبة بالدولار الاممي الـFresh..
*الفُحش والجوع: بين طوابير الـ”Ferrari” المرصوفة أمام “إم شريف”.. أو طوابير الـ”Hammer” أمام “Linas”.. وليس بعيداً عنها طوابير “أبناء لصوص البلد” أمام المدارس الـVIP.. حيث تتراص السيارات بطولها وعرضها من أجل إيصال طفل صغير.. لا يزيد عمره عن 6 أعوام يصحبه مرافقون و”حُماة ديار”.. وإذ شئت السرد سأجد سواها الكثير من طوابير الفُحش والثراء و”البطر”…. في حين على المقلب هناك طوابير المحروقات.. الصيدليات.. المصارف.. الأفران وسواها الكثير من طوابير الذل..
ليبقى أنّ لبناننا لبنانات كثيرة.. وما سردته هو غيض من فيض.. فلن أطيل بالكلام على اعتبار أنّ “الشمس طالعة والناس قاشعة”.. ولبنانات آخر الزمان قارب بعضها من الصومال وفنزويلا.. فيما آخرون مازالوا من سُكّان موناكو.. وبالإذن من “جبران” الأديب لا “جبران الصهر مكسر الضهر”: لهم لبنانهم ولنا لبناننا!!
مصطفى شريف- مدير التحرير