خاص شدة قلم: “لام شمسية”.. احموا أبناءكم من “وحوش البيدوفيليا”!!

 

شخصياً لم أُتابع أي عمل درامي في رمضان.. أولاً بسبب الانشغالات الحياتية والعملية.. وثانياً بسبب التفرّغ للعبادة من صلاة وقيام ليل وقراءة القرآن.. لكن مع انتصاف شهر رمضان المُبارك وانطلاق عروض مسلسل “لام شمسية” شكّل موضوعه نقطة تحوّل كبرى في قراراتي الدرامية.. ليس لشيء بل لأنّني أب..

صرت أتابعه حلقة بعد حلقة.. وأترقّب أي منحى ستتجه به الأحداث.. وأنتظر حالياً نهايته لمعرفة ما إذا كانت ستشوّه القضية “العُظمى” التي يطرحها.. أم ستكون كما يجب وفقاً للقانون والشرع والدين والأخلاق والواقع، خاصة أنّه يتمتع بتماسك درامي مشوّق، وتسليط الضوء على ثغرة إنسانية مهملة دراميا رغم انتشارها الكبير في واقعنا، وهو ما أضفى عليه بُعداً جديداً، جذب إليه الكثير من الجمهور مع العلم بأنّه في مكان ما قد لا يتناسب لمتابعته من قبل الأطفال دون توعيتهم على ما يدور فيه..

تعلّقت بهذا المسلسل لأنّني بكل بساطة أب لـ ثلاثة فتيات قاصرات أكبرهن لم تبلغ الحُلم وتتراوح أعمارهن ما بين 9 سنوات وعامين.. وموضوع المسلسل هو الـ”بيدوفيليا” او “اضطراب اشتهاء الأطفال”.. أو بالعربي المشبرح “وحش بشري بالغ رغبته الجنسية تتولّع تجاه الأطفال القصّار”.. وبالفم الملآن أقولها.. أنا كأب مُستعد لأنْ أتحوّل إلى قاتل إذا ما تعرّضت إحدى بناتي لما تعرّض له الطفل يوسف (على البيلي) ضمن أحداث المسلسل من صديق والده المُقرّب..

لا أُحاكم بل أنبّه وأحذّر!!
أكتب هذه الكلمات لأؤكد على كل أب وأم ضرورة الانتباه إلى أولادهم من أقرب المُقرّبين.. الذين قد لا يشكّون للحظة بأنّهم “وحوش جنسية” كاسرة تشتهي فلذات أكبادكم.. وأنا هنا لا أحلل وضع المُصاب بالـ”بيدوفيليا” فلا أعاقبه ولا أُبرِّئه.. ولا أبحث في خلفيات وأسباب ما يُعاني منه.. لكن يهمني كثيراً تداعيات ما يقترفه وانعكاساته على الأطفال المُتحرّش بهم.. بل وجُلُّ همّي تسليط الضوء على ضرورة الانتباه إلى الأطفال وحمايتهم.. وهو ما يعود بي إلى رمضان 2010 حين عُرض للمُخرج السوري نجدت أنزور مسلسل “ما ملكت إيمانكم” وخلال حلقات المسلسل يستغل شاب تأخّر ابن شقيقته بالنطق.. فيغتصبه مراراً خلال أخذه إلى مركز الأطفال للعب..

من هنا، برأيي كمشاهد “لام شمسية” قصة سيناريو وحوار “ورشة سرد” تحت إشراف الكاتبة مريم نعوم، وإخراج كريم الشناوي.. أما البطولة فتؤديها أمينة خليل ببراعة واقتدار.. بعدما اعتذرت منى زكي عن الدور لانشغالها بفيلم “الست”.. لكن نجم المسلسل هو الطفل “علي البيلي”.. الذي يتعرض للتحرش الجنسي من صديق والده خلال أحداث المسلسل.. ما يجعلنا أمام نجم مستقبلي بأداء يكاد يكون تفوّق فيه على عدد من أبطال المُسلسل..

الأقربون ذئاب في ثوب الحملان
احموا أبناءكم من الوحوش البشرية المُحيطة بكم.. سواء كانوا مُقرّبين أم عابري سبيل.. وكونوا لهم عوناً وسنداً في حال وقعت الواقعة.. لا تُحمّلوهم ما لا ذنب لهم به.. ولا ترموهم في نيران الغرباء لأنّه بنتيجة تعاطفكم وحمايتكم تبنون جيلاً سوياً.. وإذا ما كان العكس قتلتم الطفل المُتحرّش به.. وحوّلتموه إلى ناقم ورافض ونهايته إما التوحّش أو الانتحار..

أما من يعتقد بأنّه غير قادر على توفير هذه الحماية فمن الأجدى أنْ لا يُنجب الأبناء.. خاصة أنّ المسلسل يطرح قدرة المجرم على تشويه الحقائق.. بعدما كشفته أمينة خليل وراحت تنشر عبر مواقع التواصل معلومات عنه.. لأنّه استطاع الهروب من العقاب.. فما كان منه إلا أنْ أوصلها إلى القضاء والحُكم عليها بعدم التعرض له مع الحبس والغرامة..

خلاصة القول “وحوش البيدوفيليا” منتشرون بيننا بكثرة.. فانشروا العيون على مدار 360 درجة.. فالوقاية خير من علاج وأنا لا أتفلسف أو أُنصّب نفسي قاضيا أو جلاداً أو حتى موجّهاً اجتماعيا.. بل أنا أب وهزّني العمل بقوة خاصة مع براعة الممثل محمد شاهين في تقديم دور المجرم الجنسي “ببراءة الحمل في عينيه”!!


مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة